عندما يتحول الإصلاح إلى ثورة اجتماعية
2006-04-12 :: الاتحاد
الإصلاح هو مبدأ السياسة الحديثة وقوامها. ولا يستمد حكم سياسي شرعيته إلا بقدر ما يظهر قدرته على بلورة برنامج للإصلاح والتحسين. فهو البديل الوحيد للثورة في حفظ التوازن والاستقرار، أي في تحقيق التغيير المنشود، لكن بالوسائل السلمية وبالطرق القانونية، وفي إطار الدستور والشرعية القائمين. فكل النظم التي لا تريد تعريض البلاد إلى الهزات والانفجارات مشدودة للإصلاح. وليست للسياسة وللسياسيين وظيفة فيها سوى العناية بالمجتمعات وتحسين عمل هياكلها ومؤسساتها ورفع مستوى كفاءتها وفعاليتها. لكن الإصلاح لا يحصل في الفراغ. والاختيارات ليست عشوائية أو ذاتية محضة. فالتغيير الذي يقصده الإصلاح لا يأخذ اسم الإصلاح، أو ينعكس بشكل إيجابي على عمل النظام المجتمعي، إلا بقدر ما يحقق الغايات الكبرى التي يحددها الاجتماع المدني لنفسه وتقوم عليها شرعيته، وبقدر ...