عن المشرق المريض بولاية الفقيه وأحزابها ومتعلقاتها

2020-04-28:: موقع د.برهان غليون

 ما يعيشه لبنان اليوم من التهابات، مثلما هو الحال منذ سنوات في بلدان المنطقة الأخرى، هو حصاد تفشي الدمل السلطوي الذي لا يزال يتمدد من طهران إلى كامل المشرق العربي، والذي يريد أن يرهن مصير  شعوبه بسيطرة أحزاب تعمل كمضخات لشفط الموارد والطاقات من البلدان الصغيرة إلى المركز، وتحقيق المهام القذرة التي يحتاج إليها لتفكيك كل ما يحيط به، قبل ابتلاعه وتمثله. هكذا تم تقويض الدول وتدمير  الاقتصادات وتقطيع شريان البلدان، لبنان والعراق وسورية واليمن، وقبلها ايران وشعبها، وعزلها عن العالم، ووضعها جميعا تحت المراقبة والحصار.
لا يمكن للدولة ان تستقيم وتتعايش مع ميلشيات تماما كما لا يمكن للعملة السليمة أن تنافس العملة الرديئة والمزورة. 
والميليشيا دولة مزورة، تقوم كعصابات المافيا على الاثراء على حساب القانون وضد القانون، كالدمل الذي يمتص الحياة من الجسم الحي قبل ان يقتله. ولا يمكن ان يكون ضحاياها سوى الشعب الذي يطبق القانون ولا يستطيع، حتى لو فكر بانتهاكه، ان ينافس مافيا دولية كتلك التي يمثلها تحالف الميليشيات التي اصبحت تملك اليوم أكثر من دولة تحت تصرفها وفي خدمة مصالحها والدفاع عن استمرارها. 
أمام تحالف الميليشيات المافيوية لا ينفع سوى تحالف الشعوب والانتفاضات، وهذه هي اليوم مهمة المثقفين والنشطاء والنخب السياسية الديمقراطية. لم نعد على حافة الهاوية وإنما نحن في جوفها.