العهد الوطني لسورية المستقبل

2012-03-21:: face book

 

مقدمة :

تعلن انتفاضة الشعب السوري العظيم ضد الطاغية وضد الظلم الطويل عن انبلاج فجر جديد على بلادنا. فلا يمكن للشعب السوري أن يقبل بأن يرهن مستقبله بأي حال لسلطة الاستبداد التي أبقت بلدنا الحبيب لعقود طويلة تحت سيطرة غاشمة، مستخدمة أبشع أساليب القمع وأدواته التي أنتجتها النظم الدكتاتورية.

ورغم المجازر والأفعال الشنيعة التي قام بها النظام القائم الذي فقد الشرعية، زاد تطلع الشعب السوري إلى الحرية، وتصاعد نضاله البطولي في وجه الطغيان. ولن يطول الوقت قبل أن يعلن انتصاره على الطاغية وإقامة دولة ديمقراطية حديثة تكون فيها السيادة للشعب. ليس لفرد ولا لأي مجموعة الحق بممارسة أي نوع من السلطة فيها إذا لم تنبثق بشكل مباشر من إرادة الشعب الحر.

و نحن بصفتنا ممثلين شرعيين للشعب السوري نعلن فيما يلي المبادئ التي سنبني عليها سوريا الجديدة .

 

إعلان

ـ سورية دولة مدنية ديمقراطية مستقلة وحرة تماماً. دولة سيدة تحدد مستقبلها حسب إرادة الشعب السوري وحده،

والسيادة ملك حصري للشعب السوري ، يمارسها من خلال العملية الديمقراطية .

ـ تلتزم الحكومة الانتقالية المؤقتة التي ستقوم فور سقوط النظام اللاشرعي الراهن، بتنظيم انتخابات حرة و نزيهة. وستكون أولى مهام المجلس النيابي المنبثق عن الانتخابات كتابة مسودة دستور تتضمن المبادئ الواردة أدناه وتطرح على الشعب للاستفتاء الحر .

ـ سورية الجديدة بلد ديموقراطي قائم على حكم القانون الذي يساوي بين المواطنين من دون النظر إلى انتمائهم الديني أو القومي أو العقائدي مهما كان.

ـ يفخر الشعب السوري بالتعدد الثقافي وتنوع اعتقاداته الدينية، إسلامية كانت أو مسيحية أو من أي مناهل أخرى. وكلها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا ومجتمعنا. سنشارك جميعنا في بناء المستقبل كما شارك آباؤنا وأجدادنا في بناء الماضي. إن قاعدة النظام الديمقراطي الجديد في سورية ستبنى على الوحدة في التنوع. وستضم الأشخاص و الجماعات كافة من دون تمييز أو إقصاء.

ـ تنظم في البلاد انتخابات حرة ونزيهة ودورية. و ستتم إقامة نظام متعدد الاحزاب. و لن يوضع أي نوع من العقبات أمام المواطنين الراغبين بالمشاركة في الحياة السياسية الديموقراطية في سورية.

ـ إن المجلس النيابي المنتخب بحرية تامة سوف يعكس إرادة الشعب ومصالحه، و يعطي بذلك الشرعية الكاملة للحكومة المنبثقة عنه.

ـ ينتخب الرئيس السوري بحرية من قبل الشعب السوري أو البرلمان . ولن يكون هناك حكم لرجل فرد أو هيئة معينة ، وتحدد صلاحيات رئيس الجمهورية وفق مبادئ الدستور ، وبما يتوافق مع فصل السلطات .

ـ تضمن الحكومة المنتخبة استقلال القضاء ومؤسساته استقلالاً تاماً لا لبس فيه.

ـ يشكل احترام حقوق الإنسان في كل من الدولة والمجتمع حجر الزاوية في الديموقراطية الوليدة .

ـ تضمن سورية في الدستور الجديد جميع حقوق الإنسان و منظومة الحريات المعترف بها عالميا . ونتعهد بشكل تام بالالتزام بالشرعة العالمية لحقوق الإنسان ، واعتماد كل الآليات الدولية المعتمدة في المجتمع الدولي لتطبيق ذلك ، بحيث تشكل سورية جزءا منه.

ـ في نفس المجال، ستطبق في سورية أعلى درجات صيانة حقوق الأقليات و حرية ممارسة الدين والعقيدة والفكر.

ـ وسوف يتم الانتهاء كلياً من استخدام التعذيب و المعاملة المسيئة أو الحاطة بالكرامة الإنسانية مهما كانت الدوافع والأسباب .

ـ كافح الشعب السوري خلال السنة الماضية بعناد وتصميم من أجل حرية التعبير و الرأي. لذلك ستكون الحريات العامة والخاصة الركيزة الرئيسية للمجتمع في سوريا الجديدة.

ـ وبعد تحرره من الطغيان، وانطلاقا من تقاليد التعددية الثقافية والتسامح التي ميزت تاريخ بلادنا ومجتمعنا، سيكون بإمكان الشعب السوري إقامة مجتمع تعددي تحترم فيه بشكل كامل حرية التعبير والتواصل وتبادل المعلومات.

ـ ستوضع جميع السلطات الرسمية والعاملون في الدولة في خدمة الشعب وخاضعة له فعلياً و ليس العكس.

ـ لن يسمح لأحد بالهرب من العقاب ، وستعزز بشكل عاجل مبادئ المحاسبة وفق القانون وعبر القضاء العادل .

ـ ستكون القوات المسلحة السورية تحت سلطة الحكومة المنتخبة، ولن تستخدم بعد اليوم للحفاظ على مصالح النظام . وفي ظل هذه السلطة ، تقوم القوات المسلحة بخدمة الشعب بأكمله والدفاع عن أرض الوطن ، وسيكون أداؤها موضع فخر واعتزاز الشعب السوري برمته .

ـ إن العمل على إرساء أسس الديموقراطية والعدالة لن يترافق قط بأي رغبة في الانتقام . على العكس من ذلك ، سوف تتوفر جميع الشروط من أجل تضميد جراح الماضي من خلال عملية عدالة ومصالحة وطنية حقيقية.

ـ ستأخذ سورية الجديدة المكانة التي تستحقها بين الدول وسيكون العمل المشترك و التعاون العنوان الرئيس في علاقاتها الدولية.

ـ ستكون سورية دائما في معسكر القانون الدولي ومع الأمن والسلام في العالم .

ـ وستستفيد من جميع الوسائل المتاحة لتعميق التعاون و التعاضد بين الدول العربية التي نحن مدينون لها ولجامعتها بمساندتنا في معركتنا المصيرية.

ـ سوف نعمل على استرجاع حقوقنا في الجولان المحتل بكل الوسائل .

ـ وسوف نقف صفاً واحداً إلى جانب إخوتنا الفلسطينيين في دفاعهم عن حقوقهم المشروعة وسنعمل كل ما نستطيع من أجل ضمان وحدتهم ونجاحهم.

ـ سوف ننتزع الاقتصاد السوري من أيادي النظام السفاح و طغمة النهب والاحتكار وسرقة المال العام لنضعه في خدمة الشعب السوري برمته، مع الالتزام بتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة ومكافحة الفقر والأمية في عموم الارض السورية.

ـ سيجري التخطيط لتطوير اقتصاد حر يمنح الشعب السوري الإمكانيات الحقيقة لتحقيق التنمية ، ولممارسة تقاليده العريقة في خلق المؤسسات بدون الإخلال بواجبات التضامن القائمة منذ قرون.

ـ سوف ينهي الشعب السوري العظيم قريبا هذه الحقبة السوداء من تاريخ سورية، وسيدخل وطننا في عهد جديد من الديموقراطية والرخاء. و لن تستطيع قوى الظلام الغاشمة تغيير مسار التاريخ ومنع الشعب من تقرير مصيره بنفسه.

 

عاشت سورية حرة أبية والمجد لشهدائنا الأبرار