النظم العربية بين اختيارين
2004-09-29 :: الاتحاد
لم تكن شرعية النظم العربية المنبثقة عن الحقبة الاستقلالية مطروحة للنقاش في أية فترة سابقة كما هي عليه اليوم. فهي تبدو أكثر فأكثر وكأنها خسرت جميع الرهانات: الوطنية المرتبطة بالحفاظ على السيادة والاستقلال، ووحدة الأراضي الإقليمية والاجتماعية المتعلقة بدفع عجلة التنمية الإنسانية، وتحقيق الحد الأدنى من التقدم والازدهار والعدالة والمساواة والأمن. وأكثر فأكثر تتعرض هذه النظم وسوف تتعرض باستمرار لموجات متصاعدة من الغضب والعداء والاحتجاج. ومن الواضح أنه لا توجد أمام النظم العربية التي وصلت إلى نهاية الطريق خيارات كثيرة لتبرير وجودها، والاحتفاظ بقدرتها على الردع والاستمرار. وليس لديها كي تستعيد قسطاً من الشرعية التي تحتاج إليها لتبرير العنف الذي تستخدمه من دون أن تتمكن من احتكاره بعد الآن، حتى لو تعلق الأمر بصبغة سطحية ...