عن أزمة الوطنية السورية
2022-06-13 :: العربي الجديد
أولا، في التمييز بين الهوية الثقافية والهوية الوطنية تحتل مسألة الهوية موقعا متميزا اليوم في النقاش السوري في سياق البحث عن تفسيراتٍ عقلانية للعنف الاستثنائي الذي شهدته البلاد في العقد الأخير، والذي لا تزال وقائعه المرعبة تتكشّف كل يوم بشكل أكبر، من جهة، وكذلك للتشتّت الذي عرفته مقاومة السوريين السياسية والمسلّحة، وعجزهم عن تنظيم قيادة موحدّة تجمع شتات فصائلهم وتثمر جهودهم التي لا تقلّ استثنائية عمّا واجهته من عنف. ويميل معظم السوريين وباحثون كثيرون في الشأن السوري، والعربي عموما، إلى طرح هذه المسألة في إطار إشكالية الهوية، والتساؤل عمّا إذا وجدت هوية وطنية سورية أم لا، وما هي أسباب غيابها أو ضعفها. وقد أصبح من العادي أن يتساءل السوري البسيط عما إذا كان وجود شعب سوري (واحد) ...