الأسد خسر الحرب

:: face book

 

يعرف الداني والقاصي ان بشار الاسد قد خسر الحرب التي اعلنها ضد شعبه منذ اشهر وان معركته الخاصة، اي معركة الدفاع عن نظامه ومجموعة المصالح الضيقة التي يمثلها قد انتهت وكان من الطبيعي, لو لم تكن هناك حروب اخرى موازية ومكملة, ان يخرج الاسد من وكره كما يخرج اي جرذ محاصر مستسلما, كما خرجت من قبله جرذان انظمة القهر والغدر العربية الاخرى. لكن ذلك لم يحصل لأن هناك من يستخدم الان وربما استخدم منذ البداية بشار ونظامه كقناع يخفي وراءه حربه الخاصة التي كانت الام المرضعة لحرب بشار كما كان نظامها الاب الراعي لنظام الخيانة السوري ايضا.

ما يواجهه الشعب السوري اليوم من وراء واجهة بشار وزلمه حرب الحفاظ على الامبرطورية (الامبريالية) الايرانية التي تحلم بان تجعل من طهران صاحبة الكلمة الاولى والاخيرة في منطقة يتنازع عليها منذ سقوط الدولة العثمانية وفشل العرب في اقامة مشروع نواة وحدة اقليمية تعزز السلام والاستقرار، الشرق والغرب على حد سواء. وفي ما وراء ذلك يخوض الشعب السوري معركة التصدي لسعي روسيا الى الدفاع عن التوازن الاقليمي الضامن لخارطة تقاسم النفوذ الدولي الراهن في الشرق الاوسط. لكن لا ايران ولا روسيا ستحرز اي مكسب في هذا المسار. لن تستطيع ايران ان تبعث الحياة في جثة نظام الاسد المتعفنة وعلى الارجح سينهار هذا النظام قبل ان تستطيع روسيا قطف ثمار ابتزازها للحصول على مزايا استراتيجية من تعطيل مسيرة الشعب السوري نحو الحرية.