خطاب الاسد: خيار الانتحار

:: مدونة

كنت قبل الثورة اقول ان هناك تيارا انتحاريا في الحكم القائم لا يهمه مصير البلاد ولا الشعب ولا اي شيء وهو مستعد للموت في سبيل الاحتفاظ بغنيمته اي بسورية مزرعة للاسرة والعائلة والحاشية. الآن اصبح من الواضح ان الأمر لا يتعلق بتيار وأنما بالحكم نفسه، وعلى رأسه من يسمى رئيس النظام. فلم يقل شيئا آخر في لقائه الأخير مع سكاي نيوز (10 أب اغسطس) سوى انه لن يتراجع ولن يتخلى عن اي خيار من خياراته السياسية الداخلية والاقليمية التي أدت بالبلاد الى الهلاك وانه مستمر عليها مهما حصل. وهو لا يبحث حتى عن مخرج. انه بالعكس يحشر نفسه اكثر فأكثر في هذا الخيار الانتحاري الوحيد. وهو يهدد العرب والعالم بقتل الرهينة، وهي الشعب السوري، اذا احتاج الأمر ولن يغير شيئا مما اعتاد عليه منذ وصوله الى السلطة. هذه مزرعته وهو يقرر مصيرها بالموت بالكيماوي او بالجوع. لذلك رفض خشبة الخلاص الأخيرة التي قدمها له العرب للخروج من المهلكة. من رفع شعار الأسد او نحرق البلد يرفع اليوم شعار أنا ومن بعدي الطوفان. إما أن تقبلوا بي كما أنا أو ان السوريين وانتم جميعا من سيدفع الثمن.
لقد اصبح من الواضح ان الأسد حرق جميع مراكبه وان المذبحة السورية المستمرة منذ 13 عاما لن تنتهي الا بنهاية هذا الحكم وتحطيم قواعده قبل ان يقضي على آخر ما تبقى من سورية المجتمع والشعب والدولة. هذا هو السبيل الوحيد لانهاء المأساة ومعاناة الشعب السوري ومخاطر تسميم المنطقة، ولا يوجد اي حل آخر.