اجتماع اصدقاء سورية في استنبول

:: face book

 

الدعوة لاجتماع تجمع أصدقاء سورية الذي عقد اليوم في استنبول كانت لهدفين. الأول أراد فيه الغربيون أن يطمئنونا على استمرار دعمهم غير المسلح. والثاني وهو الأهم والمهم، أن ينتزعوا منا، مقابل التزامهم بتحسين وسائل الدعم، وليس بالضرورة الدعم بالسلاح التزاما واضحا في موضوعين: الموقف الواضح من جبهة النصرة التي أصبحت تعامل معاملة القاعدة، بعد أن نسبت نفسها إليها من دون أي داع ولا مناسبة حتى لو والتها. والموقف الواضح من الأسلحة الكيماوية السورية. هذا هو هدف هذا الاجتماع وكل الاجتماعات القادمة المتسارعة للتوصل إلى اتفاق. 

وكما كنت قد ذكرت في اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف، سنواجه ديبلوماسية الثورة منذ الآن مفاوضات صعبة، ليس بين المعارضة والنظام، فهذه قد انتهت وأنهاها عناد النظام وصلفه وعدوانيته المفرطة، إنما بين المعارضة، بشقيها المدني والمسلح، والمجتمع الدولي ممثلا بتجمع أصدقاء سورية. تتعلق هذه المفاوضات بإعادة تحديد موقع سورية ودورها ومكانتها في الإقليم. 
فبمقدار اقترابنا من الحسم، أو بالأحرى من قرار الحسم، وأعتقد أننا نلف حوله الآن، وهو ما يستدعي تدخلا غرييا بوسائل تكنولوجية ومعلوماتية تغير ميزان القوة، حتى من دون أسلحة نوعية، أقول بمقدار ما نقترب من ساعة الحسم، سنواجه ضغوطات غربية قوية للتخلي عن بعض أوراقنا والقبول بتنازلات. لذلك علينا أن نذهب بأفكار واضحة ومطالب واضحة وصف موحد. وإذا اضطررنا بالفعل للقيام بها لا ينبغي أن نفعل ذلك من دون ثمن. وهذا الثمن هو حفظ مصالحنا الوطنية ورفض التفريط بها: وعلى رأسها تحرير سورية من نظام الارهاب والرق والعبودية، حماية المدنيين وإغاثتهم، ورعاية الجرحى والمنكوبين واللاجئين والنازحين، والحفاظ على وحدة سورية أرضا وشعبا، والتمسك بحقوقنا في أراضينا المحتلة، وفي إعادة الاعمار بعد انتهاء الحرب وزوال النظام. وفي جميع هذه المسائل بنبغي أن نحصل على التزامات دولية مكتوبة وواضحة.
هذه المفاوضات تحتاج إلى تحضير جيد من قبل الهيئة السياسية للإئتلاف وإلى مشاورات بين المسؤولين المدنيين والعسكريين، ويستدعي تشكيل فريق قوي وخبير. للأسف كل ذلك لم يحصل. ولا أحد يعرف السبب. ولعله استمرار منطق الفهلوية والإلهام الذي حكم سلوك زعماء العرب منذ عهد طويل.