ما يجهض جهودنا ويقيد مبادراتنا
:: موقع د.برهان غليون
لقد ضحينا كثيرا من دون أن نجني النتائج المنشودة، لأننا كنا نفتقد الاطار الذي يحول التضحيات إلى مكاسب وانتصارات.
نقطة ضعفنا الرئيسية لم تكن في الميدان وجبهات القتال. تضحيات ابنائنا كانت هنا اعظم من المتصور،
وحدود صمودنا لا نهاية لها،
وايماننا بقضيتنا لا يتزعزع،
واصرارنا على تحرير بلادنا لا يقاوم،
نقطة ضعفنا كانت منذ بدء الثورة حتى الآن في السياسة.
نحن نفتقر إلى أداة سياسية وجهاز سياسي،
وبالتالي إلى سياسة وخطة واستراتيجية متكاملة وطنية، تختلف عن ردود الفعل التي لا نزال نمارسها في الميدان العسكري والسياسي معا،
سياسة تجعل منا فاعلين لا منفعلين
واصحاب قرار ومبادرة لا تابعين
ومبدعين لا مقلدين ومقدمي عروض للآخرين.
كيف يمكن ان نحرر أنفسنا من ارتهاناتنا الداخلية ونتحرر من المخاوف والمشاعر والأفكار التي تعيق تفاهمنا وتعاوننا، حتى نتحول إلى فاعل جمعي ذي وعي وإرادة، وقادر على العمل مع الأطراف الأخرى على الساحة السياسية، الوطنية والإقليمية والدولية، التي أصبحت في سورية ساحة واحدة؟
كيف نخرج من الفراغ السياسي الذي شتت جهودنا وحرمنا من استقلال قرارنا
هذا هو السؤال الذي ينبغي أن يشغل عقولنا منذ الآن والذي ينبغي أن نجتهد جميعا للجواب عنه.