عندما تنعدم ثقافة المسؤولية

:: موقع د.برهان غليون

 

 عندما تنعدم ثقافة المسؤولية، وتغيب المساءلة ثم في ما بعد المحاسبة التي تكافيء المحسن وتعاقب المسيء، تتزايد الاخطاء وتنحط النظم والأوضاع. ولأنه لا يوجد نظام واضح للمساءلة والمحاسبة، تختلط الأوراق ويتشوش الوعي. وبدل أن يوجه السؤال عن الفشل أو الخطأ لصاحب القرار، أي المسؤول والقائد، تعمم المسؤولية على الجميع فنقول الشعب متخلف والشعب جاهل والثوار غير منضبطين او غير متعاونين أو تنقصهم الشجاعة أو النزاهة أو الدين أو الأخلاق إلخ، مما اعتدنا على سماعه في الخمسين سنة الماضية مع جميع نظم الطغيان. وفي هذا التعميم، بل إن هدفه الرئيسي، هو قطع الطريق على محاسبة أؤلئك المسؤولين الفعليين عن الخطأ، وهم القادة الذين يحتلون مواقع القرار، بدءا من القمة حتى القيادات المحلية، المدنية والعسكرية.

وإذا كان هناك مثال يعكس تهافت الطريقة التي تشكلت من خلالها قياداتنا السياسية والاجتماعية، وهي الوراثة والاستنساب الذاتي والمحسوبية المعممة، فهو بشار الأسد الأسد نفسه واركان قياداته السياسية والعسكرية والأمنية، التي رفعت إلى أعلى المراكز أقل الناس شعورا بالمسؤولية العمومية وأجهلهم في السياسة الوطنية والدولية، وأبعدت إن لم تقتل وتنفي كل من كانت لديه خبرة أو صاحب ضمير يحرص على المصالح العمومية.