رد على روبيرت فورد: من المسؤول عن صمود الاسد
:: face book
من المسؤول عن “صمود” نظام الأسد وبقائه
سياسة أوباما أم فشل المعارضة في طمأنة العلويين
حسب آخر تصريحات روبيرت فورد، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في دمشق، قبل الثورة، ثم منسق سياسات واشنطن مع المعارضة، فيما بعد، ثلاثة أسباب تفسر بقاء نظام الاسد وصموده. السبب الاول فشل المعارضة في طمأنة العلويين بعد سقوط أو إذا سقط الأسد، والثاني الدعم العسكري والسياسي الكبير الذي قدمته كل من روسية وايران للنظام، وأخير التماسك الداخلي الواضح له وعدم تصدعه من الداخل.
اتهام المعارضة بأنها المسؤول الأول عن استمرار النظام بسبب فشلها في طمأنة العلويين ليس باطلا فحسب، ولكنه سيء النية، لأنه لا يهدف في الحقيقة إلا إلى تبرئة السياسة الأمريكية من مسوؤلياتها، وبالمناسبة، مسؤولها الرئيسي، فورد، تجاه ما حصل ويحصل حتى اليوم في سورية.
فما الذي كان يمكن للمعارضة أن تقدمه، مهما بلغت من الحنكة والحكمة والوطنية، من تطمينات لدفع الموالين للأسد إلى التخلي عنه، في الوقت الذي يتابع هؤلاء كل يوم مسلسل تخلى العالم والمجتمع الدولي عن الثورة والثوار، وسماحهما لطوفان السلاح والرجال والمال أن يتدفق على النظام، ويطمئن العلويين وغير العلويين الموالين له إلى امكانية المراهنة على بقائه.
وكما يؤكد اليوم معظم المحللين، ما كان لسياسة أوباما المتهربة من أي التزام تجاه محنة الشعب السوري إلا أن تشجع روسية وايران على امتطاء نظام الاسد لتحقيق أهدافهما الاقليمية والدولية، وأن تدفع، في ما وراء ذلك، الأسد وزبانيته المجرمين إلى عدم توقير أي سلاح، وفي مقدمه المذابح الجماعية والأسلحة الكيماوية وأخيرا حروب التجويع والحصار والعقاب الشامل لمدن بأكملها، للقضاء على الثورة السورية التي حرمت من أي دعم غربي فعال.
الموقف الأمريكي المتخاذل وما نجم عنه من تصاعد مطامع روسية وايران وليس موقف المعارضة، على ضعفه، هو الذي شجع روسية وايران على تسليح الأسد وحمايته واستخدام نظامه حصان سباق في صراعهما مع الغرب، وهو الذي تماسك هذا النظام وعزز أمله بالصمود والبقاء. وأضعف إرادة الموالين له من العلويين وغيرهم في الانشقاق عنه.
لقد تنكرت الولايات المتحدة الامريكية للثورة السورية من أجل تجنب الصدام مع ايران والابقاء على التفاهم الاستراتيجي مع روسية. وكان كلاهما، الشعب والمعارضة في سورية الضحية المباشرة لهذه السياسة اللئيمة والبعيدة عن أي مباديء أخلاقية أو إنسانية.
لكن الشعب الذي ضحى بمئات الآلاف من أبنائه وبكل ما لديه لن يوقفه شيء عن الاستمرار، لا تخاذل الأصدقاء ولا تخبط الأشقاء، فصراعه ضد العصابة القاتلة لم يعد مسألة سياسية وإنما تحول إلى قضية موت أو حياة.