تعليق على مقال حمزة المصطفى: أخوان سورية
:: face book
مشكلة قادة الأخوان في نظري أنهم لم يتحرروا من حياة السرية أو العمل تحت الأرض، ولا يرون في عملهم إلا جماعتهم، ولا يثقون بغيرهم ،وبالتالي لا يعيرون أهمية للشراكة الندية. وربما نظروا إلى جميع المؤسسات الوطنية والشخصيات التي تتعامل معهم بمنطق الشراكة على أنها واجهات وظيفتها التغطية على نشاطاتهم الخاصة التي يعتبرونها على الأغلب أنها الوحيدة المهمة والتي تستحق النظر. للأسف أصبحوا يتصرفون وكان الجماعة هي وطنهم الحقيقي وما حولهم هي وسائل للاستخدام والاستعمال الظرفي.
هذا ما جعل من سياساتهم تتبع منطق الطائفة الخاصة، المغلقة على نفسها، والتي لا تقبل بخلط ماءها مع ماء القوى الأخرى، إلا في المظهر، وتفكر دائما باكتساب مواقع ولو على حساب شركائها، وهو الذي دفع الكثير من شبانها كما ذكرت إلى الابتعاد عنها.
ومع ذلك، كما تقول، لا يزال للجماعة كغيرها من التنويعات السياسية مكانها في سورية. لكن في اعتقادي أن إصلاح سياستها لن يتم إلا بالفصل بين مفهوم التبشير والدعوة الذي يكبلها ويفصلها عن الآخرين المختلفين، الذين لا ترى فيهم ما يقربهم منها طالما لم يأخذوا بعقيدتها الهدائية، ومفهوم السياسة الذي كان من المفروض أن يفتحها على كل الأشخاص والقوى التي يمكن أن تسهم بمشروع سياسي مشترك. الجماعة حبيسة اختلاط برنامجها وايديولوجيتها.