حقوق الإنسان في الفكر السياسي العربي المعاصر

 

 

في : حقوق الإنسان في الفكر العربي

دراسات في النصوص

2002

الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية

 

الإرهاصات العربية بحقوق الإنسان

يمكن القول أن حقوق الإنسان لم توجد عمليا، كمنظومة مستقلة عن الدساتير والقوانين والضمانات التقليدية لها، ثم كحركة متميزة، وكنشاط قائم بذاته، في أي مكان في العالم، قبل نهاية الحرب العالمية الثانية. وماكانة موجودا من إشارات إلى حقوق الإنسان والمواطن في الإعلانات أو الدساتير البريطانية والأميركية والفرنسية كان من قبيل تحديد الإطار الجديد لتنظيم السياسة المدنية، لا حقوقاً تفرض على السلطة العامة التزامات محددة، وتسمح بوجود قوة مدنية منظمة للمطالبة بتطبيق هذه الحقوق . لقد كانت الإعلانات  القديمة  تعبرعن حدود حرية الفرد أو عن رفع القيود عنه أكثر مما كانت ترمي إلى بناء منظومة من الواجبات على الدولة والسلطة العمومية . لقد كانت باختصار تعبيراً عن إرادة التحرير لا التزاماً أخلاقياً أو سياسياً بتحويل جميع الأفراد إلى مواطنين أحرار. وهو ما سوف تلحظه التيارات النقدية الليبرالية ، مظهرة كيف أن الأمر يتعلق بحركات شكلية، وفي النهاية بديمقراطية برجوازية تغطي ديكتاتورية اجتماعية.

 

الإرهاصات العربية بحقوق الإنسان

يمكن القول أن حقوق الإنسان لم توجد عمليا، كمنظومة مستقلة عن الدساتير والقوانين والضمانات التقليدية لها، ثم كحركة متميزة، وكنشاط قائم بذاته، في أي مكان في العالم، قبل نهاية الحرب العالمية الثانية. وماكانة موجودا من إشارات إلى حقوق الإنسان والمواطن في الإعلانات أو الدساتير البريطانية والأميركية والفرنسية كان من قبيل تحديد الإطار الجديد لتنظيم السياسة المدنية، لا حقوقاً تفرض على السلطة العامة التزامات محددة، وتسمح بوجود قوة مدنية منظمة للمطالبة بتطبيق هذه الحقوق . لقد كانت الإعلانات  القديمة  تعبرعن حدود حرية الفرد أو عن رفع القيود عنه أكثر مما كانت ترمي إلى بناء منظومة من الواجبات على الدولة والسلطة العمومية . لقد كانت باختصار تعبيراً عن إرادة التحرير لا التزاماً أخلاقياً أو سياسياً بتحويل جميع الأفراد إلى مواطنين أحرار. وهو ما سوف تلحظه التيارات النقدية الليبرالية ، مظهرة كيف أن الأمر يتعلق بحركات شكلية، وفي النهاية بديمقراطية برجوازية تغطي ديكتاتورية اجتماعية.