بالرغم من النكسة التي تعرضت لها مسيرة الديمقراطية العربية في السنوات القليلة الماضية، فإن فكرة الانتقال الحتمي نحو أنظمة تعترف بحقوق الفرد، وحرياته، وقاعدة التعددية السياسية، قد فرضت نفسها حتى على أعدائها، وذلك بقدر ما أصبحت فكرة احتكار الحياة السياسية ومسؤولية اتخاذ القرارات العامة من قبل فئة محدودة من السكان ذريعة للاغتصاب والتأخر والتعلق بالقيم البائدة. وهكذا فإن ما كان يبدو لقوى التغيير اليسارية في الماضي القريب فكرة قديمة بل رجعية مخربة وسلبية، وما ظهر في وقت من الأوقات كصرخة يائسة لاجدوى منها، أعني الديمقراطية، أصبح الآن حقيقة ملموسة على أكثر من صعيد. الصعيد الأول هو الفكرة ذاتها. فقد أصبحت الديمقراطية من حيث هي اعتراف بشرعية التعددية السياسية هي القيمة الأولى في سلم القيم السياسية، والمطلب الأول بين المطالب الاجتماعية العربية. بل تكاد تأتي قبل الخبز، بقدر ما أصبحت المجتمعات العربية تعتقد أن حرمانه من الخبز قائم هو نفسه على حرمانه من الحرية في كل معانيها. أما على الصعيد الثاني العلمي فإن التحول نحو الديمقراطية، رغم كل المصاعب والمطبات واحتمالات التقدم والتراجع، هو اليوم، وسوف يبق لسنوات طويلة قادمة، محور النشاط الجماعي والقومي العربي، ومفتاح العمل من أجل تحقيق هذه الأهداف السياسية التي لاتقل أهمية في إنهاض المجتمع عن أهداف التنمية والوحدة والأمن القومي.
بالرغم من النكسة التي تعرضت لها مسيرة الديمقراطية العربية في السنوات القليلة الماضية، فإن فكرة الانتقال الحتمي نحو أنظمة تعترف بحقوق الفرد، وحرياته، وقاعدة التعددية السياسية، قد فرضت نفسها حتى على أعدائها، وذلك بقدر ما أصبحت فكرة احتكار الحياة السياسية ومسؤولية اتخاذ القرارات العامة من قبل فئة محدودة من السكان ذريعة للاغتصاب والتأخر والتعلق بالقيم البائدة. وهكذا فإن ما كان يبدو لقوى التغيير اليسارية في الماضي القريب فكرة قديمة بل رجعية مخربة وسلبية، وما ظهر في وقت من الأوقات كصرخة يائسة لاجدوى منها، أعني الديمقراطية، أصبح الآن حقيقة ملموسة على أكثر من صعيد. الصعيد الأول هو الفكرة ذاتها. فقد أصبحت الديمقراطية من حيث هي اعتراف بشرعية التعددية السياسية هي القيمة الأولى في سلم القيم السياسية، والمطلب الأول بين المطالب الاجتماعية العربية. بل تكاد تأتي قبل الخبز، بقدر ما أصبحت المجتمعات العربية تعتقد أن حرمانه من الخبز قائم هو نفسه على حرمانه من الحرية في كل معانيها. أما على الصعيد الثاني العلمي فإن التحول نحو الديمقراطية، رغم كل المصاعب والمطبات واحتمالات التقدم والتراجع، هو اليوم، وسوف يبق لسنوات طويلة قادمة، محور النشاط الجماعي والقومي العربي، ومفتاح العمل من أجل تحقيق هذه الأهداف السياسية التي لاتقل أهمية في إنهاض المجتمع عن أهداف التنمية والوحدة والأمن القومي.