الاختيار الديمقراطي في سورية

الطبعة الأولى : 2003

الناشر بترا للطباعة والنشر

الطبعة الثانية : 2004

الناشر بترا للطباعة والنشر

تعريف بالكتاب

بعثت نشاطات المنتديات الفكرية والاجتماعية التي انتشرت في إطار ما سمي ربيع دمشق، وتنامي روح النقد لتراث الديكتاتورية الدموية الثقيل، بعد رحيل حافظ الأسد عام ٢٠٠٠، الأمل في فتح آفاق التحول الديمقراطي السوري على مصراعهلكن منطق القمع الذي قام عليه النظام القائم سرعان ما وضع حدا للنهضة السياسية والفكرية، وألقى بمعظم قادتها وملهميها في السجون لسنوات طويلة.

في هذا الكتاب الذي كتب بهدف الحفاظ على شعلة ربيع دمشق، وما ارتبط به من نهضة فكرية وسياسية قوية، حاول الكاتب أن يرد بشكل تفصيلي ومنهجي على الاعتراضات والحجج والذرائع المختلفة، التي كانت توجهها أوساط مختلفة، بعضها مرتبط بالديكتاتورية الدموية وبعضها الآخر بعيد عنها، يعكس مخاوف أوساط متعددة إسلامية ويسارية معا، على راهنية الخيار الديمقراطيوكان من الطبيعي أن يتعرض الكتاب إلى القضايا الأكثر إثارة للجدل في مسألة التحول الديمقراطي، وفي مقدمها انعكاس الديمقراطية على المسألة الوطنية بما تشمله من الحفاظ على وحدة الدولة واستقرارها وسيادتها، واستمرار التعبئة ضد تحدي الاحتلال الاسرائيلي للأراضي السورية والفلسطينية، ومسألة الخوف من القوى الاسلامية المتطرفة والمعتدلة معا، ومن سيطرة الكثرة العددية وعلاقتها بمصير الأقليات الدينية والقومية، ودور النخب الاجتماعية، ومضمون الخيار الديمقراطي وآفاقه ومتطلباته، وطبيعة النظام القائم وردود أفعاله واستعداده للإصلاح والرد على التطلعات الاجتماعية، والتحالفات الإقليمية والدولية، ومصير الديمقراطية والسياسات الاجتماعية والاقتصادية، وأخيرا تبيان التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها مثل هذا الاختيار.

في مناقشته للطروحات المختلفة المعادية للديمقراطية أو الخائفة منها، يقدم الكتاب رؤية واضحة وبسيطة معا، ومعالجة دقيقة لأهم المعضلات التي تواجه مسيرة التحول الديمقراطي في سورية والبلاد العربية، على صعيد الدولة والمجتمع والثقافة، تلك المعضلات والقضايا التي شغلت السوريين والعرب عموما ولا تزال تشغلهم في بحثهم عن حياة سياسية وأخلاقية جديدة تؤسس معنى المسؤولية الفردية والجماعية، وتفتح باب المبادرة والعمل الجماعي أمام الشعوب، وتنهي حقبة الاستبداد الطويل.

لا يقلل الكتاب من حجم الصعوبات والعقبات، الداخلية والخارجية، التي تقف أماما مشروع التحول الديمقراطي في سورية، لكنه يشير بصورة واضحة إلى أن هذا التحول لم يعد خيارا بين خيارات، إذ سيكون البديل له لا محالة الفوضى والانفجار.