حصار مضايا وتجويع المدن السورية : عندما تتحول الجريمة إلى عقيدة سياسية

:: face book

 

لو بقي في ما يسمى المجتمع الدولي ذرة من ضمير لما قبل بالتعايش لحظة واحدة مع نظام يقتل متعمدا وبالجملة أطفالا ونساءا وشيوخا من أجل إجبارهم على الهجرة والسطو على أملاكهم وأراضيهم وهو يسمي نفسه دولة وجمهورية.
بربطه إدخال المساعدات إلى مضايا بإغاثة الفوعة وكفريا في الوقت نفسه اعترف الأسد أولا بأنه يحاصر مضايا عمدا بعد أن كان ينفي ذلك، وبرهن ثانيا على أنه يفعل ذلك بمنطق المنازعة الطائفية، وأكد ثالثا أنه يمثل طرفا طائفيا ولا علاقة له بجميع الطوائف والجماعات الاخرى.
لو كان لديه أي وهم بأنه رئيس بلاد، لا قائد ميليشيا طائفية، لما قبل بقتل جزء من شعبه جوعا. ولو كان يتمتع بذرة من مفهوم الحق والقانون الذي لا تقوم من دونهما دولة ولا مجتمع، لما شرط تقديم الغوث لجزء من شعبه بغوث جزء آخر. ولو لم يكن يريد استخدام الفوعة وكفريا وسيلة لتبرير جريمة حصار السوريين الآخرين لما منعه شيء من أن يغيث الغوعة وكفريا من الجو الذي يملك جزءا منه، وهو ما يحصل فعلا بدليل أن أحدا من المنظمات الانسانية لم يشر إلى أي مظاهرمجاعة في هاتين البلدتين.
جريمة الابادة الجماعية في مضايا ينبغي أن تسقط كل أوهام من لا يزال يعتقد أن هناك أملا في أي شكل من التفاهم مع من جعل الجريمة عقيدة سياسية.