محمد مرسي في ذمة الله، وفاة في حكم الاغتيال

2019-06-17:: موقع د.برهان غليون

بعد ستة سنوات من السجن والمعاناة القاسية على يد النظام الانقلابي العكسري رحل محمد مرسي أول رئيس منتخب لمصر منذ ثورة 25 يناير المجيدة صريعا في قاعة المحكمة قبل ان يتاح له الدفاع عن نفسه في تهمة التخابر مع الأجنبي.
أراد سجانيه بهذا الموت المبرمج أن يقضوا على رمز كبير من رموز الانتقال السياسي الذي جاء الانقلاب العسكري ليلغيه، ويقطع على المصريين طريق التحرر وإقامة حكم مدني وحكومة ديمقراطية تحترم سيادة الشعب وتؤسس لحكم القانون وتصون حرية المواطن وكرامة الانسان وتضع حدا لتعسف حكم العسكر وأجهزة الامن وانتهاك القانون.
لكن أكثر من عمليات الاعدام والاغتيالات الظالمة التي طالت المناضلين المصريين، في السابق، أظهر موت محمد مرسي المبرمج لؤم الديكتاتورية العسكرية العاري، بمثل ما برهن على جبن رجالها وانحطاطهم. وبدل أن ينجح في ترتيب تهمة للرئيس المنتخب يبرر بها انقلابه على الشرعية، وجد النظام نفسه في قفص الاتهام. ولن يزيد رحيل مرسي شعب مصر إلا إصرارا على استعادة حقوقه وحرياته المسلوبة.
ليكن رحيل مرسي في هذه الشروط اللاإنسانية حافزا لنا جميعا لمضاعفة الجهد من أجل تحرير الشعوب العربية من رجس الديكتاتورية وحكم الاستبداد وانتهاك حقوق الانسان وحرياته.