من أجل حملة وطنية للدفاع عن عروبة الجولان

2019-03-22:: موقع د.برهان غليون

إعلان الرئيس الأمريكي عن اعتراف واشنطن بسيادة اسرائيل على الجولان السوري لا يشكل انتهاكا فجا للقانون الدولي الذي ربط السلام العالمي باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ولا لقرارات مجلس الأمن العديدة التي أكدت، في إطار البحث عن حل للقضية السورية، على الانتقال السياسي واحترام وحدة اراضي الجمهورية العربية السورية وسيادتها فحسب، ولكنه يشكل عدوانا صارخا على الشعب السوري بإكمله، واغتصابا وشرعنة لاغتصاب حقوق مئات آلاف النازحين الجولانيين السوريين الذين ينتظرون العودة إلى أراضيهم وممتلكاتهم منذ أكثر من نصف قرن. وهو أكثر من ذلك خيانة من قبل واشنطن لتعهداتها التي أكدت عليها طوال السنوات الثمانية الماضية، وغدر بشعب يمر بأسوأ حالاته السياسية، والمشاركة في تمزيقه وتحطيم مستقبله بعد تحويل أراضيه إلى مسرح لحروب إقليمية ودولية لا ناقة له فيها ولا جمل.
يقع على عاتق جميع السوريين، على مختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم وطبقاتهم، الرد بشكل قوي وحاسم على هذا العدوان، والبدء منذ اليوم بتشكيل لجنة وطنية للدفاع عن الحقوق السورية ومتابعة العمل بجميع الوسائل، لثني واشنطن عن هذا القرار.
كما يقع على الجامعة العربية التي تشكل سورية عضوا فيها، وعلى حكوماتها، التدخل بكل ما تملكه من قوة للاحتجاج على هذا القرار الجائر والمطالبة بإلغائه، بمقدار ما يعبر عن انتهاك لميثاق الجامعة العربية ويهدد وحدة أراضي دولها وسيادتها. كما يقع على عاتق الدول، الصغيرة والكبيرة كافة، الوقوف بحزم في وجه العبث بروح القانون الدولي ونصه من أجل تحقيق غايات دنيئة في مقدمها دعم إعادة انتخاب حكومة اسرائيل اليمينية المتطرفة، التي أطاحت بجميع خطط ومبادرات السلام العربية والفلسطينية، ولا تزال الوحيدة في العالم التي تمارس سياسة استعمار استيطاني وعنصري مناقض لجميع القيم والمباديء والأعراف الدولية للأمم المتمدنة.
ويقع على الأمين العام للامم المتحدة، الضامن لاحترام ميثاق المنظمة الدولية وتطبيقه، واجب الإعلان الرسمي عن رفض الأمم المتحدة بشكل قاطع لقرار ضم الجولان لاسرائيل، واعتباره لاغيا ولا قيمة له، وانتهاكا للقانون الدولي ولحقوق الشعب السوري ولقرارات مجلس الأمن المتعلقة بسورية ومستقبلها جميعا. كما يقع عليه واجب المبادرة بطلب عقد جلسة لمجلس الأمن لاتخاذ موقف دولي من عبث الرئيس الامريكي بالقانون والسلام العالمي والمجتمع الدولي.
وفي هذا الإطار أدعو جميع السوريين للاعلان، بجميع الوسائل، بالبيانات والمناشدات والتظاهرات، عن رفضهم لهذا القرار وشجبهم القاطع له، والتأكيد على الاحتفاظ بحقهم في استرجاع الجولان بجميع الوسائل المشروعة. كما أدعو جميع الوطنيين، السياسيين والمثقفين والناشطين، وبشكل خاص الإعلاميين والصحافيين السوريين والعرب لتكريس مقالاتهم خلال الأسبوع القادم للدفاع عن عروبة الجولان وانتمائه السوري وفضح السياسات الامريكية التي كانت السبب الأول في تحطيم توازنات المنطقة وبث الدمار والفوضى السياسية والإقليمية فيها من أجل تحويلها إلى بؤرة التهاب دائمة وتمكين إسرائيل من السيطرة الكاملة عليها.