كلمة الدكتور برهان غليون للشعب السوري بمناسبة أعياد الميلاد لعام 2011 م

2011-12-27:: scagc.org

 
  

أيها الإخوة السوريون... أحييكم تحية السلام، في يوم المحبة والسلام، يوم الميلاد المجيد.


تمر أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية لهذا العام وسوريا حزينة، حزينة على شهدائها الذين نسأل الله لهم الرحمة، وجرحاها الذين نتمنى لهم الشفاء، وسجنائها الذين ننشد لهم الحرية، ومهجريها الذين ننتظر عودتهم... حزينة على ما يعانيه شعبها من ضنك العيش وتسلط أجهزة الأمن... فطوبى للحزانى لأنهم يعزون.


هكذا قالها السيد المسيح الذي انطلق من هذه الأرض إلى العالم كافة ، لنشر رسالة المحبة في رحلته الشاقة دفاعا عن المظلومين و الفقراء و المهمشين و عن قيم الكرامة و العدالة و الحرية 
اليوم و بالتزامن مع ميلاد السيد المسيح تشهد سورية ميلاد فجر جديد ، ميلاد الحرية و الكرامة ، و ميلاد الخير لكل الناس.


أيها السوريون ،،، لقد كسرتم حاجز الخوف و خرجتم و لن تعودوا قبل نيل حريتكم التي دفعتم ثمنها غاليا حتى الآن ،، و ها هي دمشق اليوم تثور و حلب تنتفض و ننتظر منهما المزيد ، نريد لهذا النظام أن يزول كي نعيش بحرية و سلام و طمأنينة افقتدناها لعقود. 


أيها السوريون ،،، إن المجزرة الدموية التي لا يزال النظام المجرم ماضيا في ارتكابها بحق الشعب الأعزل يجب أن تتوقف بأي شكل ، بأي وسيلة ، بأي طريقة ، لا يجوز أن يستمر العالم بالتفرج على جثث الرجال و النساء و الأطفال المقطعة الأوصال في أرجاء جبل الزاوية ، لا يعقل أن تسيل دماء السوريين أنهارا في حمص و ادلب دون أن يتحرك المجتمع الدولي لردع النظام الفاشي عن مواصلة جرائمه الإنسانية ، يجب لهذه المذبحة البربرية أن تتوقف الآن.


لقد رحبنا بالمبادرة العربية لكن نظام القمع و الإرهاب لا يزال يراهن مخطئا على تضليل الرأي العام و الجامعة العربية و مراقبيها ، أذكر الأخوة المراقبين العرب بأن دماء السوريين أمانة في أعناقهم ، و أناشد الجامعة العربية ألا تتأخر في الطلب من مجلس الأمن تبني المبادرة العربية لتعزيز فرص نجاحها ، وألا تعطي للنظام فرصا إضافية للتهرب من التزاماته و إطالة أمد معاناة الشعب السوري و إحالة المسؤولين عن الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية.


أيها الأحبة السوريون ،،،، لا بد لنا في يوم الميلاد المجيد من أن نحيي أبناء جيشنا الشجعان الذين حافظوا على الشرف العسكرية و القيم الإنسانية و رفضوا إطلاق النار على أخوتهم المواطنين في حمص و حماه و إدلب و درعا و كافة المناطق السورية ، و نؤكد عزمنا على دعمهم في مهمتهم النبيلة في حماية اخوتهم من المتظاهرين السلميين الذين يخوضون معركة الحرية و الكرامة.


أيها السوريون ،،، إن النظام المجرم لا يفهم سوى لغة القوة ، ولا يستخدم في حملته لتركيع الشعب السوري سوى العنف ، و لن تردعه عن ذلك سوى المواقف الحازمة و لذلك فإننا في المجلس الوطني نضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته ، و نطلب منه العمل بكل الوسائل الممكنة لوضع حد ٍ للمأساة التي يعيشها الشعب السوري منذ عشرة أشهر.


أيها السوريون ،،، لقد عقدنا مؤخرا اجتماعا عاما لمجلسكم الوطني أكد جميع أعضائه الذين يمثلون مختلف أطيافكم و مناطقكم و قواكم الثائرة على الأرض أكدوا على العمل من أجل سورية المستقبل ، أكدوا على إسقاط النظام بكامل رموزه و مرتكزاته مع الحفاظ على مؤسسات الدولة لأننا حريصون على تجنب الفوضى و إعادة بناء سورية الجديدة.


سورية ،،، سلطة الشعب. 

سورية ،،، الديمقراطية التعددية التي تفصل بين السلطات ، و تقيم دولة المؤسسات و سيادة القانون.

سورية ،،، التي تكفل حقوق الإنسان في حرية الرأي و الاعتقاد و التنظيم و التعبير.

سورية ،،، التي تضمن حقوق المرأة و الطفل.

سورية ،،، الشباب الواعد و قيم المواطنة.

سورية ،،، التي كانت للجميع و ستعود مرة أخرى للجميع من القامشلي إلى درعا ، و من البوكمال إلى اللاذقية ، و من دمشق إلى حلب. 


أيها السوريون ،،، ثورتكم ثورة سلمية و نريد المحافظة على سلميتها رغم اضطرار البعض لحمل السلاح دفاعا عن النفس في مواجهة آلة القمع الرهيبة للنظام الفاشي ، و رغم انشقاق العسكريين الشرفاء الرافضين المشاركة في قتل أهلهم ، نرفض روح الانتقام و ردود الفعل العشوائية و الشعب سيحاسب المجرمين كأفراد عما اقترفته أيديهم وفق قانون عادل. 


نريد سورية التنمية الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية و العدالة الاجتماعية . نريد أن تصل فوائد التنمية للجميع. 


سورية ،،، الشفافية و النزاهة و مكافحة الفساد.

سورية ،،، التي تفتح الباب أمام طاقات و إبداعات السوريين من رجال أعمال و مستثمرين و تجار و صناعيين. 

سورية ،،، الجولان المحرر. 

سورية ،،، الفاعلة في محيطها العربي و الإقليمي.

سورية ،،، السّيادة و الندية و التعاون المبني على الاحترام المتبادل و أولوية المصالح الوطنية.

سورية ،،، أخت فلسطين.


أيها الأحبة ،،، كلنا رجاء و أمل من أن العيد القادم سيأتي و قد قطعتم شوطا كبيرا على طريق الحرية و الديمقراطية و التعددية ، بعد أن سقط النظام الغاشم بكافة رموزه و مرتكزاته و بدأنا بإعادة بناء سورية التي تتشكل من تنوع جميل يغني حياتنا. 


سورية ،،، المحبة و العيش المشترك الذي نعيشه لقرون و نفخر به ،،، نبشركم بأننا سنقرع أجراس الميلاد القادم معا ً في ظلال سورية الجديدة ،،، سورية المحبة ،،، سورية السلام .. 


رحم الله شهداء ثورتنا المباركة ،،، و الحرية للمعتقلين ،،، و العافية للجرحى 
و كل عام و أنتم بخير ....