عندما يسعى مرشد طهران إلى تطمين اسرائيل

2018-06-14:: موقع د.برهان غليون

قضت طهران ثلاث عقود من عمرها لاقناع العرب انها تريد ان تقضي لهم على اسرائيل باسم التضامن الاسلامي. والآن وصلت خدعة المقاومة والممانعة إلى طريق مسدود بسبب مقاومة العرب من جهة وخوف اسرائيل.

والسؤال الذي يطرحه التصريح الاخير لمرشد الثورة علي خامنئي الذي أكد فيه ان طهران لا تريد ان تقضي على اسرائيل ولا ان ترمي اليهود في البحر كما أراد عبد الناصر، كم من الوقت سيحتاج إليه الايرانيون ليقنعوا اسرائيل بأنهم سيكونون في المستقبل الحليف الأمين لها؟ مع العلم ان شعار رمي اليهود في البحر لم يصدر عن اي مسؤول عربي في اي وقت وإنما كان من شعارات الدعاية الحربية الاسرائيلية لاستقطاب العطف الدولي وتعبئة الشارع الاسرائيلي.

ليس هذا التصريح سوى خطوة اولى افتتاحية، ومثله تصريحات الاسد التي نفت في الأمس وجود ميليشيات ايرانية واليوم وجود قواعد عسكرية لطهران على الأرض السورية. شيئا فشيئا سوف يحاولون أن يقنعوا اسرائيل أو بالأحرى أن يكشفوا الحقيقة وهي أنه لم يكن للمقاومة ومحورها هدف آخر سوى السيطرة على المشرق العربي والتعاون في ما بعد مع أسرائيل لاقتسام إرثه حتى لا يبقى في المنطقة سوى قوتين: ايرانية واسرائيلية لا توجد كما يقول الايرانيون منذ قرن اي سبب لعدم التفاهم بينهما.

هل سينجح الايرانيون في ذلك؟ هذه مسألة أخرى تتعلق بخيارات الاسرائيليين ومخططاتهم. وفي النهاية، وحتى الآن على الأقل، هم الذين نجحوا في استخدام  الخمينية وليست طهران هي التي استخدمتهم.