عندما يتحول تدمير داريا وتشريد سكانها إلى نموذج للسلام وانقاذ المدنيين   

2016-08-31:: face book

 

التهجير القسري الذي فرضه النظام السوري على أهل داريا والذي يريد تطبيق أسوأ منه على المعضمية وقريبا على مناطق أخرى في ريف دمشق ليس أمرا جديدا ولا مستغربا. إنه جزء من استراتيجيته الدموية لإنهاء الثورة الشعبية منذ بدايتها إلى اليوم. فلم يترك سلاحا مدمرا لم يستخدمه للقضاء على الثورا وتدمير حاضنتهم الشعبية من القصف الأعمى بالبراميل المتفجرة والصواريخ الاستراتيجية إلى التعذيب حتى الموت لمئات آلاف الشباب في السجون والمعتقلات إلى الابادة الجماعية بالاسلحة الكيماوية إلى سياسات التجويع والتهجير المستمرة منذ ست سنوات.
وتجنيب النظام العقاب والسكوت عن انتهاكاته لأبسط حقوق الانسان من قبل الدول الكبرى التي تدعي الحرص على القانون الدولي والأمن والسلام العالميين، وحتى من قبل الأمم المتحدة راعية هذا القانون، بل حتى المساءلة، ليس أمر جديد أيضا. وهذا ما شجعه على ارتكاب المزيد من الشناعات.


الجديد هو أن أحدا لم يعد يجد حتى الضرورة للتعبير عن إدانة مثل هذه الاعمال او التعاطف مع معاناة المدنيين المهجرين والمشردين والسؤال عن مصيرهم، لا بين الدول الكبرى ولا في أروقة الامم المتحدة، لا بل إن موسكو اعتبرت هذا العمل شرعيا ودعت إلى تعميم نموذج داريا على المناطق السورية الأخرى حتى "يتحقق السلام ويتم إنقاذ المدنيين" الذين يهدد النظام بمساعدة الروس أنفسهم تدمير مدنهم عليهم إذا لم يذعنوا لأمر الإخلاء وتمكين النظام من استعادة سيطرته وإعلان انتصاره.


ما سقط في داريا كما من قبلها في القصير وحمص والقلمون وغدا في المعضمية وغيرها ليست مقاومة السوريين لإرهاب الدولة وإنما معنى الإنسانية المعاصرة وضميرها. أما مقاومة الظلم والفساد والطغيان فسوف تتمدد وتستمر.