العار الذي يلطخ وجوه الجميع

2018-02-23:: موقع د.برهان غليون

لم تبق دولة غربية مهمة ولا منظمة انسانية أو أممية لم تندد بما كان اضعف وصف وصف به هو مذبحة يقوم بها نظام ضد شعبه. وقد تجاوز الكثيرون ذلك ليوجهوا للنظام تهمة الابادة الجماعية والجريمة ضد الانسانية. بل أن صحيفة التايمز البريطانية طالبت الدول الغربية بقصف المطارات التي تخرج منها الطائرات المزودة بالبراميل المتفجرة التي لا يمكن ان تستهدف سوى قتل المدنيين.

هل يكفي بعد ذلك التفاوض على وقف مؤقت لاطلاق النار بشروط روسيا وتحت إشرافها، وهي الشريك الأكبر في حرب الابادة هذه؟ وهل صار من المقبول التفاوض على قتل المدنيين وتحديد العدد المسموح بقتله بدل تأمين حمايتهم؟ هل هذه دول تستحق الثقة والاحترام؟

أما كان ينبغي على المجتمع الدولي وتلك الدول التي وقعت على ميثاق الامم المتحدة واتفاقية جنيف للحرب، هذا اذا اعتبرنا ان ما يجري بين نظام الاسد وحلفائه من جهة، وشعبه في الغوطة وغيرها من جهة أخرى حرب بين دولتين، ان تعلن رفضها القاطع لاستمرار القتل الأعمى وسياسة التجويع والانتقام الجماعي، وأن توجه إنذارا للقتلة، ومن ورائهم لحماتهم، أن الاستمرار في مثل هذه السياسة سوف يعرضهم لرد مناسب من قبل المجتمع الدولي دفاعا عن صدقية مواثيقه ووجوده، ونفاذ صبره من تعطيل مفاوضات التسوية والحل السياسي؟ 

هل فقدت الدول الديمقراطية التي كانت تحكم العالم منذ عقود شرفها أمام  الفاشية الروسية ولم تعد تأبه لصدقيتها، أم أنها تعمل بالتواطؤ الخفي معها؟

لا يجدي قرار من مجلس الأمن مهما كان مضمونه ما لم ترافقه إرادة حقيقية في الانخراط لوقف القتل والابادة المستمرة منذ سنوات. ولم يعد هناك سوري واحد يثق بالقرارات التي لا تترافق مع الأفعال.