الشعب السوري امام تحدي الوجود

2017-06-23:: موقع د.برهان غليون

 

اذا صدقت أقوال الناطق باسم الخارجية التركية بان قوات إيرانية وروسية هي التي ستوكل اليها حماية المنطقة الامنة حول دمشق، كما ستوكل الى قوات روسية تركية مهمة الحفاظ على منطقة أدلب، وللقوات الامريكية والروسية والاردنية حماية منطقة درعا في الجنوب، فهذا يعني التسليم بزوال سورية كدولة مستقلة واحدة وقبول واشنطن بسيطرة قوات إيرانية على العاصمة السورية اي بالاحتلال الإيراني لما سمي سورية المفيدة، ووضع الشعب السوري امام تحدي الوجود ذاته، حيث لن يبقى لاي حكومة سورية محتملة اي موقع قدم على الارض السورية، وحيث لن تتجاوز مهماتها اذا وحدت مهام رعاية مصالح الدول المحتلة والسهر على تسهيل احتلالها.

اذا صدق ذلك تكون جميع الدول التي ادعت مساعدة السوريين او الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها أعضاء في عصابة دولية واحدة للسطو على بلد مستقل وآمن، مستخدمة إرادة نظام دموي مارق في تركيع شعبه وتجويعه للحفاظ على سلطة وحشية جائرة، وفِي المناسبة ذاتها، نهاية النظام الدولي الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية ونهاية المنظمة الدولية التي أنشئت لضمان استمراره، وانفتاح حقل العلاقات الدولية على كل المغامرات والمهاوي والحروب.