الحملة الشعبية لمقاطعة مؤتمر سوتشي
2017-12-25:: face book
قال الناطق باسم الخارجية الروسية أمس أن من لا يقبل بوجود الأسد ينبغي أن لا يأتي إلى مؤتمر سوتشي.
ونحن نقول: سيقاطع الشعب السوري بأكمله هذا المؤتمر ويحبط مؤامرة موسكو للقضاء على تطلعات السوريين نحو الحرية والعدالة والخلاص من الدكتاتورية الدموية.
من أجل ذلك علينا أن نحشد الاف التوقيعات ونظهر للعالم أجمع أن الشعب السوري لن يقبل بأقل من الانتقال نحو نظام ديمقراطي ينهي حقبة الأسد السوداء ويضع حدا لمحاولات موسكو وغيرها شرعنة الجريمة وإعادة تأهيل الأسد.
نداء الشخصيات والقوى السورية الوطنية والديمقراطية إلى الشعب السوري لمقاطعة مؤتمر سوتشي
منذ بداية الثورة السورية وقفت روسيا موقف العداء لثورة الشعب السوري وتطلعاته إلى الكرامة والحرية، فعطلت مجلس الأمن، واستخدمت ١١ مرة حق النقض للدفاع عن نظام الأسد وتجنيبه المساءلة، وقدمت له المستشارين العسكريين وكل أنواع السلاح لمواجهة شعبه، ثم زجَّت بقواتها العسكرية إلى جانبه، منذ أيلول (سبتمر) ٢٠١٥، وشاركته في تطبيق سياسة الأرض المحروقة، بالقصف الوحشي الأعمى، وتدمير المدن، والمرافق العامة، والمدارس والمشافي، وبالتهجير القسري للسكان، وأحبطت كل محاولات محاسبته من قبل المنظمات الحقوقية الدولية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك تبرئته من استخدام الأسلحة الكيميائية، ولم توفر جهداً منذ سنوات ست لتعطيل مفاوضات جنيف والحيلولة دون تطبيق قرارات مجلس الأمن، واختلقت في سبيل ذلك طاولة مفاوضات موازية في أستانة سعت من خلالها إلى ضم فصائل عسكرية ومحاولة فصلها عن القوى السياسية للثورة والمعارضة.
في سياق العمل للإجهاز على ما تبقى من قوى الثورة والمعارضة وتحقيق الانتصار الكامل للأسد والحليف الايراني، تأتي الدعوة الجديدة اليوم لحكومة روسيا لحضور ما سمته بمؤتمر سوتشي، بمشاركة أكثر من ١٥٠٠ عضو منتقين حسب الطلب، لتخريج الحل الروسي وشق صفوف قوى الثورة والمعارضة، وفرض دستور مزيف يضمن بقاء الأسد والاحتلالات الأجنبية الضامنة له، بمساعدة انتخابات تجري تحت إشراف الأجهزة الأمنية وبقيادتها وهي قادرة على تعطيل أي مراقبة سورية أو أممية.
يتعارض هذا المؤتمر الذي أعطت روسيا لنفسها الحقَّ منفردة وخارج مظلة الأمم المتحدة في الإعداد له وصوغ وثائقه ووضع جدول أعماله وقائمة المشاركين فيه، من دون أي شريك سوري أو غيره، تعارضاً كلياً مع المفاوضات الجارية منذ ست سنوات في جنيف، ويريد أن ينهيها بالقوة والخداع لصالح نظام الأسد وحلفائه، ويحرم الشعب السوري من حقه المقدس في الحرية والكرامة والسيادة التي ضحَّى بمليون شهيد في سبيلها. فهو يقوم على:
١‐ تقويض مفاوضات جنيف وتفريغها من محتواها، وإغراق المعارضة في بحر من المدعوين المؤيدين مسبقاً لبقاء الأسد ونظامه، وتنسف كليا القضية الجوهرية المنصوص عنها في كل قرارات الأمم المتحدة، وهي قضية الانتقال السياسي من نظام الاستبداد والعنف الممنهج نحو نظام ديمقراطي يمثل الشعب ويعبر عن تطلعاته، لحساب مفاوضات حول تقاسم السلطة وتوزيع المناصب والحصص بين وجهاء ”الشعوب“ التي يفترضها مؤتمر سوتشي وممثلي الطوائف والاثنيات والعشائر.
٢‐ استبدال الحل الدولي الذي يعطي للشعب السوري حقوقاً ثابتة بالحل الروسي الذي لا يخفي إرادته بتثبيت حكم الاسد ونظامه، وإلغاء مرجعية جنيف القائمة على قرارات مجلس الأمن والتفاهمات الدولية لصالح مفاوضات لا مرجعية لها سوى إملاءات موسكو السياسية والاستراتيجية وتوجيهاتها، وبالتالي فرض نتائج مسرحية مؤتمر سوتشي على السوريين بوصفها نتيجة حوار وطني سوري جرى بإعداد وقيادة وإشراف وتنظيم روسيا وحدها، في الوقت الذي لم يتردد الناطق باسم الخارجية الروسية في الدعوة لمن لا يقبل بقاء الأسد بعدم حضور المؤتمر.
٣‐ شرعنة الاحتلال الروسي والإيراني وتكريسه بتحويله إلى وجود عسكري ضامن لتنفيذ قرارات مؤتمر سوتشي، والالتفاف على مسألة الاحتلال ووجود الميليشيات والقوى الأجنبية في سورية
إن ما يسعى إليه الحل الروسي هو العودة بسورية إلى وضع، أسوأ من كل ما عرفته في تاريخها السابق، يجمع بين الاحتلال والاستبداد الغاشمين معا.
يدعو الموقعون جميع قطاعات الرأي العام السوري، من منظمات سياسية ونقابية، وفصائل عسكرية، وشخصيات وطنية وثقافية، إلى مقاطعة هذ المؤتمر وإفشاله، والعمل بكل الوسائل لإسقاط مسعى موسكو إلى مصادرة إرادة الشعب السوري الحرة واغتصاب حق السوريين في تنظيم حوارهم الوطني بأنفسهم، وتحت إشرافهم وقيادتهم ونزع سيادتهم وهدر تضحياتهم العظيمة وتقويض مستقبلهم ومستقبل أبنائهم،
يطالب الموقعون الأمين العام للأمم المتحدة وأمين عام الجامعة العربية وأعضاء مجلس الأمن والدول الصديقة والمنظمات الحقوقية والقانونية الدولية التدخل لفرض التزام روسيا وجميع الدول المعنية بالمواثيق والقرارات الدولية، والتأكيد على اعتبار مؤتمر جنيف وقرارات مجلس الأمن الإطار الوحيد الشرعي لانجاز مفاوضات الحل السياسي في سورية، وإنهاء حكم الديكتاتورية الدموية ورموزها، وعدم السماح لحكومة روسيا الاتحادية الانفراد بتقرير مصير سورية وإنهاء قضية الشعب السوري بمهزلة الانتخابات الصورية وبتعديلات دستورية كرتونية.
ليست روسيا وسيطا محايدا، وإنما شريكاً للأسد في كل الجرائم التي ارتكبها ضد السوريين، ولم تظهر في أي وقت تعاطفا مع ضحايا الأسد أو اعتراضاً على أي من جرائمه الكبرى. ولا يعني التسليم لحسن نواياها سوى الانتحار.
لن يقبل الشعب السوري بالإملاءات الروسية، ولن يتوقف عن كفاحه البطولي حتى تحقيق أهدافه التي خرج من أجلها في الحرية والكرامة واستقلال سوريــة ووحدتها.
عاشت سوريــة حرة، وطناً موحداً وسيداً لجميع أبنائه
التوقيع على الرابط في أسفل النداء