عن مؤتمر الأستانا..

2017-01-11 :: أنا برس

  أنا برس- آية أحمد

  

  قال المفكر السوري د.برهان غليون إن لقاء الأستانة المزمع انعقاده في شهر يناير (كانون الثاني) الجاري كان الهدف منه أن يكون مسارًا بديلًا لجنيف، ويتحقق تحت إشراف موسكو وخارج إطار الأمم المتحدة، وبصرف النظر عن قراراتها وقرارات مجلس الأمن التي ارتبطت بجنيف.

وشدد على أن تلك الرغبة "هي عملية تريد روسيا من خلالها أن تفرض صيغتها للحل ومن وراء ذلك، وأبعد منه أن تجعل منها سابقة لخلق إطار خاص لحل النزاعات في منطقة نفوذها وعلى قاعدة مصالحها بعيدًا عن الأمم المتحدة التي تقع تحت هيمنة الغرب".

غير أن غليون وهو أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس ورئيس المجلس الوطني السوري السابق، قد أردف في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" قائلًا: رفض المعارضة السورية من جهة وتمسك الأطراف الدولية الأخرى -خاصة الأمم المتحدة نفسها وتركيا والعرب- بغطاء الأمم المتحدة ومبادرة جنيف قطع الطريق على المناورة الروسية.

هذا –بحسب غليون- قد استدعى صدور  قرار مجلس الأمن الأخير الذي  نص على أن الآستانة "جزء من عملية سياسية يمهد لمفاوضات جنيف"، بما يعني أنه ليس إطار المفاوضات وإنما هو جزء من عملية الإعداد لها.

وذكرغليون أنه قد أشيع بعد ذلك لهذا السبب نفسه أن لقاء الأستانة لن يدخل في مفاوضات الحل السياسي وإنما سيركز على الشؤون العسكرية، ولن يضم سوى ممثلين عن القوى المسلحة من الجانبين، مما يعني أن اجتماع الآستانة سوف يقوم بتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ومراقبته؛ لخلق شروط أفضل لمفاوضات جنيف.

واستطرد  المفكر السوري د.برهان غليون قائلًا: في هذا النطاق أصبحت الآستانة مرتبطة بجنيف وواسطة لمفاوضاتها لا بديلا عنها. مشددًا في السياق ذاته على أنه "لا خطر في ذلك مادامت المفاوضات ستجرى بعد ذلك في جنيف وبمرجعية القرارات الدولية وإشراف الأمم المتحدة وبمشاركة الهيئة العليا للمفاوضات لا ممثلي الفصائل كما هو الحال في أستانا".

 واعتبر غليون ، أن "المشكلة الآن هي مدى إمكانية الثقة بأن الروس لن يستغلوا وجود الفصائل كطرف مفاوض ويحولوا -بالضغوطات المختلفة- محادثات أستانا إلى مفاوضات سياسية؟ مجيبًا: لاشيء سوى التزام وفد الفصائل ورفضه الدخول في مفاوضات سياسية بديلا عن الهيئة  العليا للمفاوضات. وهذا موضوع ينبغي التفاهم فيه بين الهيئة والفصائل مسبقا.

واختتم المعارض السوري البارز تصريحاته لـ "أنا برس" قائلًا: أنا برأيي سيكون من المفيد تحويل أستانا إلى إطار لمناقشة موضوعات الهدنة ووقف إطلاق النار وحل مشاكل مرتبطة بهما على شرط أن يكون هنالك تفاهم وتنسيق مسبق بين ممثلي الفصائل المشاركين  والهيئةً العليا للمفاوضات وتركيا والطرف العربي المؤيد للمعارضة أيضًا.