مقابلة مع سوريتنا. الائتلاف ما له وما عليه مع غياث كنعو

2021-10-24 :: سوريتنا

 

1- تبدي الغالبية عدم رضى ورفض مطلق لأداء هذا "الهيكل المريض بلا روح" حسبما ما يقال عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، فما الحل لإنهاء هذه الحالة المرضية التي يُجمع على تشخيصها رهط كبير من الثوار والمعارضين..؟

ج: ببساطة وصدق لا اعتقد ان هناك امكانية لاصلاح الائتلاف. لا ينبغي النظر الى هذه المؤسسة من خلال اعضائها فقط. فقد يكون الكثير من هؤلاء صالحين، لكن المنظومة هي الفاسدة، بمعنى اللوائح والقوانين التي قام ويقوم عليها وجود الائتلاف، وأساليب عمله، وعلاقات الاعضاء فيما بينهم وانتماءاتهم وتوازناتهم، وكذلك علاقة المنظومة وكل اعضائها بالقوى الخارجية السورية وغير السورية، والوظائف التي يكلف الائتلاف نفسه بها او يعتقد انها رسالته، وعلاقاته الخارجية والدور الذي ترك له ان يلعبه من القوى الفاعلة في القضية السورية. هذه المنظومة بنمط تنظيمها وقواعد عملها وعلاقاتها الداخلية والخارجية، التي تحدد ايضا حقل نشاطها وما يمكن ان ترسمه لنفسها من أهداف وما تأمل بتحقيقه من مهام، والاعتبار الذي تعطيه هي نفسها لموقعها ومكانتها في الصراع الدائر حول سورية، وما يحدد حقيقة أجندتها العملية هي التي تحكم عليها وعلى العاملين فيها بانعدام الفاعلية وضعف الصدقية. بالمختصر بالهامشية، سواء كان ذلك على مستوى تنظيم من تدعي تمثيلهم من الشعب السوري او في التفاعل مع القوى الدولية المشاركة في الصراع.

 

 2 - ما السبيل لإنهاء الحالة المستعصية هذه إن لم نقل إنسداد الأفق، الذي تعيشه الثورة السورية؟ هل يتم ذلك من خلال إصلاح الائتلاف "المؤسسة المعطوبة" وفق تعبير أحد السياسيين، أم بتشكيل كيان بديل جامع لكل ألوان الطيف السوري المعارض..؟

 

ج: لا اعتقد ان "الحالة المستعصية" هو الوصف المناسب لوضع القضية السورية اليوم. في نظري ما نعيشه الى اليوم هو متابعة الحرب التي اعلنها الاسد وحلفائه منذ بداية الثورة السورية على الشعب، لكن بوسائل متعددة اخرى، اقتصادية واجتماعية وامنية وسياسية ونفسية وثقافية، من دون التخلي تماما عن الوسائل العسكرية.

وكما انني لا ارى امكانية ولا اية شروط سياسية داخلية وخارجية لاصلاح الائتلاف لا توجد بعد في نظري عناصر لاعادة بناء تنظيمات معارضة فعالة. ليس هناك امل اليوم في تغيير الوضع الا بحراك شعبي يستفيد من الانتشار الواسع للسوريين في الداخل والعالم. وهذا يحتاج لتنشيط العمل على الأرض وبروز طلائع شبابية في اكثر من مكان وموقع. 

3- كيف تقيمون لعبة تغيير الطرابيش داخل الائتلاف والهيكليات المسايرة له ( هيئة التفاوض-الدستورية  الحكومة المؤقتة..) ؟

ج: الشعرة التي قصمت ظهر البعير وقضت على اي احترام لمنظمات المعارضة ودفعت الجمهور السوري والراي العام العالمي الى اسقاطه سياسيا حتى لو بقيجسدا بلا روح. فلا احد يقبل ان يتعامل جديا مع رجال يتصرفون كالاطفال الذين لا يفكرون الا بارضاء غرائزهم ولا يدركون مغزى افعالهم. 

4- كيف تحل معضلة أمساك وتمسك الشخصيات المتسيدة في الائتلاف بمناصبها، والتي تعيق مبدأ تداولية المسؤولية؟.

ج: لا اعتقد ان لهذه المسالة حل الا ان تدرك هذه الشخصيات مسؤولياتها. لكن في الوقت نفسه لا ارى ان هذا التداول يستحق الجهد الذي يبذل في سبيله. من الافضل للسوريين ان ينسوا وجوده.

5- كيف يمكن تجديد الاعتراف الدولي بالائتلاف وتفعيله من وجهة نظركم..؟ وما هي القيمة المعيارية والفعلية لهذا الاعتراف...؟.

ج: لا اعتقد ان ذلك ممكنا. فقد كانت هناك فرصة واقعية لانتزاع اعتراف الدول وحكومات العالم بالمعارضة السورية في السنة الأولى للثورة، عندما كان السوريون يواجهون الرصاص بصدورهم، ويسقط النشطاء بالعشرات كل يوم. في تلك الحقبة اظهرنا، واعني النشطاء والمعارضين، من الانقسام والتناحر ما افقدنا الاعتبار في عيون الدول وحكومات العالم، وما جعلهم يستهينون بنا ويشكون في اخلاصنا، بل يتدخلون لدينا لاصلاح احوالنا. فالفرص التي يقدمها لك التاريخ محدودة واذا لم تقتنصها في وقتها ضاعت عليك. الان لم تعد قضيتنا تعني شيئا كبيرا على المستوى السياسي للدول، ولا حاجة لديهم لمعارضة مستقلة، قوية ومؤثرة. ان لم يكن العكس هو الصحيح.

 

6- هناك من يرى أن الحل لن يبصر النور سوى برحيل هذا الائتلاف بكامل شخوصه، فهل تتفق مع هذا الرأي أم أن لك وجهة نظر مختلفة؟. 

ج: لا اتفق بالتاكيد لان الحل لم يعد، كما كان في بداية الثورة، رهن بوجود البديل السياسي القوي الذي يشجع بعض الدول لدعمنا. لقد صار في مكان آخر بعيد عن السوريين وخارج ارادتهم سواء كانوا في الحكم او المعارضة. 

7- - هل لديك ما تضيفه على إجوبتك عن الأسئلة آنفة الذكر...؟

ج:اريد ان اقول وهذه هي الخلاصة ان المشكلة ليست في الائتلاف وانما في المعارضة من حيث هي قوى سياسيةً واجتماعية ساعية الى التغيير. والائتلاف بشكله الحالي وضعفه وتهافت صدقيته ليس سوى التجسيد الفعلي لضعف وتهافت هذه القوى، اي لعجزها عن التفاهم والاتحاد والتعاون ووضع خطط واضحة للتقدم نحو تحقيق اهدافها. وعندما يخبط الائتلاف خبط عشواء فهو يعكس خبط المعارضة وتخبطها في تنظيم صفوفها وتحديد طريقها وتنسيق خطواتها ومناقشة خططها بعقلانية ومراجعتها. 

واذا كان الائتلاف باقيا الى اليوم، رغم كل ما وجه ويوجه له من انتقادات منذ عشر سنوات متواصلة، فلان له وظيفة، وهذه الوظيفة في نظري هي ورقة التوت التي تغطي على عورتين في الوقت نفسه: عورة المعارضة العاجزة عن تجاوز فشلها المؤلم وتاهيل نفسها في ادنى صورة ممكنة، وعورة السياسة الدولية، وبشكل خاص سياسة الدول التي وضعت نفسها في موقف الداعم للثورة السورية واحجمت في الوقت نفسه عن تقديم ما يلزم لمساعدتها على تحقيق الحد الادنى من أهدافها. فهو، اقصد الائتلاف، الابن الشرعي لانعدام الشعور بالمسؤولية عند من تصدى للمعارضة من جهة، وخيانة المواثيق والوعود السياسية والاخلاقية من قبل الحكومات “الصديقة” التي لم تف بالتزاماتها الى درجة قبلت فيها ان تمرر للاسد وحلفائه  جرائم ضد الانسانية باستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين، من دون اي رد او محاسبة حتى يومنا الحاضر، من جهة ثانية. هكذا يساهم الائتلاف الراهن في التغطية على عارين لانزال ولا يزال “حلفاؤنا” من العرب والاجانب غير مستعدين لتحمل فضيحتهما.                                                                             موقع "سوريتنا"

https://our-syria.com/54714/