من كلمتي في مؤتمر انقاذ الطفولة السورية الذي نظمه في مدينة مالمو اليوم تجمع سوريي جنوب السويد

:: face book

 

أدركت الانسانية بالخبرة العملية خطورة استهداف الأطفال والنساء في الحروب وأكدت على تحريمه بالقوانين الدولية وتنمية ضمير عام يرى فيه أعظم تعبير عن الهمجية التي لا توجد بعدها همجية. والسبب هو أن قتل الأطفال هو إعدام للذرية الذي يعني بمصطلحاتنا الحديثة الابادة الجماعية. وتعني الإبادة الجماعية تحول النزاع من نزاع على أهداف ومصالح محددة بين جماعتين إلى نزاع وجود لا يتوقف حتى يقضي فيه أحد الطرفين المتخاصمين على الطرف الآخر نهائيا ويمحوه جسديا أو اجتماعيا من الوجود.

وهذه هي الرسالة التي أراد نظام بشار الأسد أن يوجهها إلى السوريين الثائرين على حكمه عندما قتل حمزة الخطيب وهو لا يتجاوز ١٣ ربيعا ومثل بجثمانه بوحشية لم تترك لأحد بعد ذلك من السوريين الذين كانوا مصرين على متابعة ثورتهم السلمية القدرة على الاختيار، واضطر العديد منهم إلى البحث عن السلاح دفاعا عن أولادهم ونسائهم وأنفسهم في وجه سلطة فرضت عليهم الاختيار بين الموت أو العبودية.

لم يحصل لشعب أن تحول إلى العدو الاول للطغمة التي تحكمه، وشنت عليه حرب دموية من قبل جيشه ذاته الذي ضحى بحليب أطفاله من أجل تجهيزه وإعداده للدفاع عن أمنه وبلاده في مواجهة العدو الخارجي، وصار طريد أجهزته الأمنية وضحيتها، كما حصل للشعب السوري. فلا تكاد أسرة ولا حي ولا قرية ولا بلدة ولا مدينة لم تثكل بأحد أبنائها ويمثل بجثامين شهدائها أو تدمر بيوتها وتحرق مدارسها ومشافيها وأسواقها ويهجر سكانها منها. لكن من بين كل المحن التي تعرض لها الشعب السوري خلال السنوات الخمس الماضية ولا يزال تشكل محنة الطفولة قمة المأساة الانسانية.