في ذكرى مذبحة ساحة الحرية في حمص

:: face book

 

في مثل هذا اليوم من نيسان عام ٢٠١١ حصلت مذبحة ساحة الساعة التي عمدها المعتصمون باسم ساحة الحرية وذهب ضحيتها مئات الشهداء. 

“في ذلك اليوم، كما يروي أحد الشهود، أغلقت المدينة وأسواقها أبوابها بشكل كامل، واستجاب الجميع لنداء الحرية، كما لوحظ غياب تام لجميع عناصر الشرطة والأمن الذين اختبأوا خوفاً من طوفان الحرية في شوارع المدينة”. بعدها، بدأ الشباب بتنظيم الاعتصام، “وشكلوا مجموعات لتوفير الطعام والشراب وتوزيعه على الناس، ثم تم وصْل مكبرات الصوت والإضاءة، وبناء عدد من الخيم للمعتصمين، كان أكبرها لمشايخ حمص”. وعلى حد تعبير الراوي: ” شاركت كل حمص في هذا اليوم، وكسرت حاجز الخوف”. في ذلك اليوم، وكما في كل أيام الثورة، يقول الشهود إن “أصوات الحرائر كانت متلازمة مع أصوات الرجال، وكانت مشاركتهن مهمة وفاعلة في اعتصام الساعة، إذ هتفن للحرية والشهداء والمعتقلين، ورفعن لافتات الحرية، كما قامت بعضهنّ بإحضار الطعام والشراب للمعتصمين وتوزيعه عليهم”. 
بعد ذلك، يضيف الشهود، انضمّ إلى اعتصام حمص عدد كبير من أهالي بلدة تلبيسة (إحدى مناطق المحافظة الثائرة)، فتعالت أصوات الهتافات، واشتدت الحماسة بين المعتصمين، وقام أحد الشبان بتمزيق صورة بشار الأسد المعلقة على واجهة مبنى البريد المجاور، وكذلك أزال علم حزب البعث الكبير من المكان”. 
و “عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل تقريباً، فتح المئات من عناصر الأمن والشرطة، المتمركزين عند نادي الضباط، النار على المعتصمين بشكل هيستيري، فسقط عشرات المعتصمين بين شهيد وجريح، فيما حاول الآخرون الفرار بكل الاتجاهات، ليطالهم كذلك رصاص قناصة قوات الأمن المنتشرين على المباني المرتفعة”. 
ساعتان متواصلتان من إطلاق الرصاص في كل الاتجاهات، حتى لم يبقَ في ساحة الساعة وشارع الدبلان شيء إلا تحطّم، وفُضّ الاعتصام وأخليت الساحة من المعتصمين، بينما دخل عناصر الأمن و”الشبيحة” للرقص على أشلاء الناس ودمائهم، بحسب رواية مَن نجوا من المجزرة. 
 
استيقظت حمص على أصوات سيارات الإطفاء تغسل دماء شهدائها، بينما كانت قوات الأمن قد رفعت الجثامين بالجرافات، ووضعت بشاحنات ودفنت في مقابر جماعية (أنظر الرواية كاملة في العربي الجديد ذكرى مجزرة “الساعة”: معموديّة نصّبت حمص عاصمة للثورة حمص ــ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ،19 أبريل 2014)
 
واليوم يخوض شباب حمص معركة حياة أو موت في الدفاع عن معاقل الثورة في حمص القديمة، في مواجهة استراتيجية الدمار الشامل والأرض المحروقة التي تطبقها ميليشيات ما يسمى بالدفاع الوطني، مكررة عمل الفرقة الرابعة وقوات الاستخبارات الجوية والعسكرية التي نفذت مذبحة الساعة قبل ثلاث سنوات بالضبط.