فشل مؤتمر فيينا في التوفيق بين المصالح الدولية يعطل مؤتمر جنيف

:: face book

 

لم تكن أي دولة من الدول العشرين التي اجتمعت في فيينا اليوم تجهل أن الاجتماع لن يخرج بشيء، وأنه لم يحصل أي تقدم في حلحلة التناقضات في المصالح بين الدول المتنازعة على السيطرة والنفوذ في سورية. بل إن أيا من هذه الدول لا يريد أن يحدد أهدافه ومصالحه منذ الآن أملا بأن يفرض بالحرب ما يدرك أنه غير ممكن القبول به من الأطراف الأخرى. فايران التي دعيت لحضور الاجتماع وهي لا تخفي أهدافها الاستعمارية صراحة ولا ميليشياتها ومقاتليها الذين يشكلون الذراع الرئيسي لنظام الأسد، تريد الاحتفاظ بالنظام كما هو الآن وتحويل سورية إلى عراق جديد يخضع لأوامر مستشاريها وقادتها العسكريين ورجال دينها. وموسكو تعتقد انها، بعد كفاح طويل، امسكت بيدها مفتاح الحرب والسلام في أهم المناطق حساسية في العالم، وصارت قاب قوسين أو أدنى من أن تتحول إلى دولة انتداب ليس على سورية وحدها ولكن على اقليم المشرق بأكمله. وبينما لا يعرف الأمريكيون كيف يخفون فضيحة سياسات اوباما التي شجعت الأسد وايران على الايغال في سياسة الأرض المحروقة، وعدم توفير لا مدنيين ولا نساء ولا أطفال، يحصد الأوروبيون نتائج تبعيتهم الاستراتيجية للولايات المتحدة وعجزهم عن بلورة سياسة اوروبية مستقلة، لا يمكن تصورها من دون بناء قوة أوروبية قادرة على الدفاع عن مصالح أوروبة الموحدة ومبادئها.
مفاوضات جنيف ليست سوى مسرحية يحاول كل طرف من الاطراف المتصارعة، أن يخفي وراءها أطماعه المستمرة أو عجزه أو تواطؤه مع القتل والدمار والخراب الذي يعم الأراضي السورية، مسرحية يمثلها لاعبون معدومي الضمير على جثث شعب فقد السيطرة على مصيره وعلى أنقاض أحلام أطفاله المحطمة.
لن يخرج أي طرف سوري من المحرقة بالالتحاق بقوى أجنبية أو بالمراهنة على مساعدتها. بالعكس، لن يعود السلام والسكينة لسورية إلا عندما يتحرر جميع السوريين من تبعيتهم للدول الاجنبية ويتخلصوا من وهم الانتصار بمعونتها على خصومهم السوريين، ويدمروا أي أمل بعودة سورية ذاتها وبقائها.