طفح الكيل وبلغ السيل الزبى

:: face book

 

الفظاعات تتالى والانحدار نحو الهاوية يسير بخطى البرق، بموازاة تكالب النظام وتصميم حلفائه الايرانيين والعراقيين على خوض معركتهم التي تجمع بين العنصرية والطائفية والجنون القومي، بينما يهدر حلفاء الشعب السوري، أو من يسمون أنفسهم كذلك، وقتهم وجهدهم في اجتماعات مستمرة لا تسمن ولا تغني من جوع. كل ذلك هربا من اتخاذ القرارات الوحيدة التي يعرفونها والتي لا ينفع غيرها في مواجهة عصابة من القتلة والمجرمين الذين دمروا حياة شعب كامل، بما فيه جماعتهم الدينية التي يدعون حمايتها، في سبيل سلطة لا شرعية، قامت على القمع والارهاب، وهم يعرفون أنهم سيفقدونها، إن لم يكونوا قد فقدوها، على جميع الأحوال، 

نظام المافيا الاجرامي، مع روسية و ايران وحكومة المالكي وأسياد حزب الله، يشكلون قوة كبيرة بالتأكيد، لكنهم ليسوا أقوى من الشعب السوري الذي يحارب وحيدا في كل المواقع وبوسائل محدودة منذ سنتين، ولا من المجتمع الدولي الذي أقر بحقوق هذا الشعب وأدان نظامه العسكري المجرم، ولا من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واليابان والدول العربية مجتمعة. 
لن تجدي الاجتماعات أمام هذا التكتل الشرير الذي قفز على فرصة الثورة السورية لتصفية حساباته القديمة والجديدة مع العالم اجمع، مع العرب، ومع الغرب، ومع المدنية والحضارة والاسلام. لكن الهرب مما ليس منه بد، واختلاق الأعذار والدوران حول المخاطر، واللجوء إلى التعاويذ والطلسمات الحوارية والسلامية من قبل المجتمع الدولي وقادته لن يزيل الخطر، إنما سيجعل ثمن مواجهته اغلى ويجعل مخاطر المواجهة أعلى. 
كل يوم يمر، تزيد الحرب استعارا ووحشية. تتحطم المناعات وتتدمر الهياكل الحضارية وتغرق روح المدنية ومنظومات التربية والقيم الأخلاقية، ويصبح استئصال سرطان العنف ومشاعر الحقد والثأر والضغينة والغل أصعب وثمن الخروج من الكارثة لا يطاق.
الآن قبل الغد على العالم والمجتمع الدولي أن يتدخل لوقف القاتل وشل ذراعه، وإلا فإن بشار سيربح رهانه، ليس رهان البقاء في السلطة، فهذا اصبح كثير عليه، وإنما تحويل موته وسقوطه إلى محرقة له ولشعبه ولشعوب المنطقة أجمع. 
سياسة التردد والبحث عن أعذار لتجنب معاقبة الجاني، يل لتشتيت المسؤولية أحيانا عما يحصل، والسعي إلى ايجاد مخرج آمن للمجرم من خلال التنظيم المكرور للحوارات والمؤتمرات والاتفاقات الهزيلة التي تولد ميتة، كل ذلك لم يجد ولن يجدي شيئا. فهو يوجه رسالة خاطئة لبشار وحلفائه جميعا مفادها أن المجتمع الدولي ليس جديا في مواجهته وأنه يرفض القيام بالواجب، واجب الحماية لشعب يعرض للذبح يوميا. وبمقدار ما تعكس هذه الرسالة ضعف القرار والتصميم لدى المجتمع الدولي، تشجع القاتل على المزيد من التطرف في العنف والتشبث بالسلطة والارتقاء إلى مستوى أعلى من الابتزاز والتهديد بالمحرقة والدمار، كما هو الحال لدى كل الجناة والمجرمين الفارين من العدالة الذين يعرفون أن الموت أمامهم وهم مستعدون لعمل كل شيء لقلب الأوضاع على قاعدة إما قاتل وإما مقتول.