سياسة الاستسلام أمام العنف لن تفيد إلا في التشجيع عليه

:: face book

 

حديث دول اصدقاء سورية المتزايد، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، عن حتمية الحل السياسي من دون تأمين وسائل تحقيقه، وأولها دعم الجيش الحر بما يمكنه من تغيير ميزان القوى وقطع آمال الطغمة المتسلطة في الاستمرار، واتخاذ مواقف حاسمة من الفظائع التي ترتكبها قوات الأسد، وأولها استخدام السلاح الكيماوي ضد السكان العزل، كل ذلك جعل الاسد يشعر بأن المجتمع الدولي غير جدي، أو غير قادر على رد التحدي، بل لقد دفعه ذلك إلى الاعتقاد بأنه بمقدار ما يظهر قدرته على القتل والأذى والخراب سيفرض على الآخر الاعتراف به، وسيتمكن من الهرب من المسؤولية ومحكمة الجنايات الدولية، وينتزع لنفسه المقعد الأعلى في أي مفاوضات محتملة وبالتالي في سورية الجديدة. 

باختصار أصبح تكرار حديث أصدقاء سورية عن حتمية الحل السياسي من دون ضوابط ولا إجراءات تساعد عليه، بدل الحديث السابق عن حتمية تنحي الأسد، اكبر محفز للاسد على الاستمرار في الحرب والتصعيد الوحشي في العنف وقتل المزيد من المواطنين الأبرياء. وإذا استمر موقف المجتمع الدولي على هذا الحال فسوف يدفع ثمن ذلك غاليا ويعلم جميع المجرمين أن الوسيلة الأنجع للهرب من المسؤولية عن الجرائم المرتكبة هي ارتكاب المزيد من الجرائم والتهديد بارتكاب أفظع منها.