رسالة اعتذار الى شيخ الأزهر

:: face book

 

صورة عن رسالة اعتذار الى شيخ الأزهر عن الدعوة لمؤتمر “الحريَّة والمواطَنة.. التنوُّع والتكامُل”، الذي يبدأ أعماله في ٢٨ فبراير- 1 مارس 2017م بالقاهرة وتشارك فيه قيادات روحية وفكرية من مختلف الدول والجماعات الدينية والقومية.

 

فضيلة شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الأستاذ الدكتور احمد الطيب حفظه الله

اسمحوا لي أن أشكركم على دعوتكم الكريمة واحييكم على مبادرتكم التي تأتي في وقت تبدو المجتمعات العربية والاسلامية، لكن أيضا الغربية، في امس الحاجة إلى العودة إلى قيم الاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون، ومواجهة مخاطر الكراهية والعنصرية والتطرف، التي تغذيها أوضاع عالمية مضطربة لا تساعد سياسات الدول والحكومات المختلفة للأسف على معالجتها وتحمل مسؤولياتها فيها.
إن الحرب التي يقوم بها نظام الأسد، مدعوما بحلفاء اقليميين ودوليين والمذابح اليومية التي تقوم بها ميليشيات اجنبية طائفية ومتطرفة وارهابية معا، لا تزال مستمرة في سورية منذ أكثر من ٦ سنوات، وبينما لم تتوقف المنظمات الحقوقية والانسانية الدولية عن ادانة المجازر والانتهاكات الصارخة التي ترافقها، ومطالبة الامم المتحدة بالتدخل لوقفها ووضع حد لقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة والاسلحة الكيماوية وللتهجير القسري للسكان، حتى نزح أكثر من نصف سكان سورية عن بلادهم ومساكنهم، لا تزال ردود أفعال العديد من القيادات الدينية والفكرية العربية والاسلامية ضعيفة أو غير ملحوظة.
ما يتعرض له الشعب السوري هو عملية ابادة حقيقية بهدف تحطيم الحاضنة الاجتماعية للثورة التي قامت ضد الظلم والقهر والفساد، وذلك في سبيل المحافظة على سلطة دموية، ولحسابات جيوسياسية واستراتيجية دولية، في الوقت الذي لا تزال فيه المنظومة الدولية عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها السياسية والانسانية لوقف نزيف الدم وايجاد حل سياسي يمكن الشعب السوري من تقرير مصيره في انتخابات حرة ونزيهة تحت مراقبة دولية.

وإني إذ اغتنم هذه المناسبة لأعبر لكم عن تقديري الكبير لشخصكم وجهودكم للتقريب بين الجماعات والطوائف والمجتمعات على اختلاف اديانها ومذاهبها وثقافاتها، يحدوني الأمل في أن يكون هذا الملتقى بداية تحمل القادة الدينيين والفكريين مسؤولياتهم، والمساهمة في رفع الظلم الواقع على الشعوب والجماعات، والذي يشكل المصدر الرئيسي للتوتر والعداء بين البشر، ولتفاقم العنف والنزاع ومشاعر الكراهية والعنصرية والتطرف معا.
لا يسعني في النهاية إلا أن انقل لكم خالص امتناني لدعوتكم الكريمة واستسمحكم عذرا لعدم تمكني من مشاركتكم ملتقاكم، داعيا لكم ومتمنيا لجهودكم ان تكلل بالتوفيق والنجاح.

 

برهان غليون