دور ايران في تدمير سورية وتدبير محرقة شعبها

:: face book

أكد تحقيق جديد، أجراه الصحافي الأميركي روي جتمان، توجيه أصابع الاتهام إلى إيران، في تفجير خلية الأزمة، التي ذهب ضحيتها في مبنى الأمن القومي السوري، في 18 يوليو 2012. كبار مسؤولين في النظام، ومن بينهم: وزير الدفاع السوري، حينها، داود راجحة، ونائبه، وصهر رئيس النظام السوري بشار الأسد، آصف شوكت، ورئيس خلية الأزمة وزير الدفاع السابق حسن تركماني.
واتهم جتمان، الحاصل على جائزة بولتيزر للصحافة، النظام السوري وحلفاءه بتفجيرات أخرى ضد منشآت له، ليظهر نفسه كعدو للإرهاب. ويأتي استقصاء كجزء ثان من السلسلة، التي نشرت على موقع «ديلي بيست»، واتهم بها النظام السوري بدعم صعود تنظيم القاعدة في العراق، الذي تحول إلى تنظيم داعش لاحقا.
والواقع ان طهران كانت منذ بداية الأزمة السورية هي الأكثر تمسكا بتمديد أمد الحرب والنزاع ونشر الفوضى من أجل تحقيق مناخ يسمح لها بالتغلغل داخل صفوف النظام بذريعة دعمه وداخل الأرض والمجتمع السوريين معا. وكان من مصلحتها وحدها قطع الطريق على أي نزوع للتسوية أو السلام، وهي التي تبنت التيار الانتحاري في النظام، المتمثل في أفراد اسرة الأسد وأزلامها، وشجعته على رفض اي حوار وحثته على استخدام أكثر ما يمكن من العنف لتعزله اكثر عن قاعدة النظام نفسه وتعلق مصيره واستمراره بدعمها وتجعل منه سجين استراتيجيتها القومية المحض.
وما من شك في أن أطماع طهران الاستعمارية بالمعنى القديم للكلمة، المغطاة بشعارات مذهبية وممانعية، لا تزال هي التي تحول دون فتح مفاوضات جدية أو التوصل لأي تسوية اليوم، كما كانت السبب الأكبر في استمرار الحرب لسنوات طويلة ولإجهاض مبادرات الامم المتحدة للحل السياسي وتقويض مؤتمرات جنيف الثلاث وفتح شهية موسكو أيضا لاستعادة مجدها السوفييتي القديم انطلاقا من الحرب السورية. ولا نبالغ أن المحرقة السورية هي قبل أي طرف آخر من ترتيب القيادة الايرانية المذهبية وتنظيمها وتخطيطها. فهي وحدها التي لاتزال تحلم أنها بابتلاعها العراق وسورية ولبنان ستتحول إلى قوة عظمى وترضي شعور العظمة القومي الايراني والمذهبي المثلوم، وتحتمي به من عواقب إخفاقها الذريع في الرد على تطلعات الشعب الايراني الى الحرية والكرامة والسلام.
بقضائها على أهم شخصيات النظام لم تبق طهران أمام الأسد خيارا آخر من أجل البقاء سوى الالتصاق بها والتحول إلى صنيعة.