حتى لا يتحول لبنان إلى ساحة إضافية للارهاب

:: face book

الرد على الارهاب الداعشي بإرهاب اللاجئين لن ينقذ لبنان منه ولكنه يزج به بشكل أكبر في أتونه ويصب الزيت على ناره.
على خلفية تفجيرات بلدة القاع الحدودية التي لم يعرف حتى اللحظة من ارتكبها، يصعد الجيش اللبناني من حملة اعتقالاته ضد اللاجئين السوريين بشكل مستمر. كما وسع الجيش اللبناني انتشاره في مدينة عرسال اللبنانية، حيث اقتحمت قواته الطرقات والأحياء، وقامت بإنشاء عدة حواجز داخل المدينة وتحديدا في منطقة السبيل والساحة ووادي أرنب ومنطقة الجفر ووادي سويد، وقام بتنفيذ حملة تفتيش داخل المخيمات واعتقال مئات اللاجئين بتهمة عدم حيازة أوراق قانونية. وفي بعلبك والقاع فرضت السلطات المحلية على السوريين منعا للتجول، وهددت من يخرج منهم من منزله بالاعتقال، ولم يعد أمامهم سوى الاستغاثة بالمنظمات الدولية للحصول على ما يحتاجونه من غذاء ودواء.
وفي موازاة ذلك تشتد الحملة العنصرية على اللاجئين والسوريين المقيمين في لبنان عموما، مع تهديدات بحرق المخيمات.
ومع ما يعيشه لبنان من توترات سياسية واحباطات متفاقمة وانعدام الآفاق، وحاجة العديد من قطاعات الطبقة السياسية اللبنانية، خاصة تلك التي خسرت انتصاراتها في سورية، وتريد التغطية على فشلها ووصولها بمشروعها إلى طريق مسدود، إلى كبش فداء، هناك مخاطر كبيرة في أن يصبح وضع السوريين كارثيا في الأشهر القادمة إذا لم تبادر أطياف المعارضة السورية ومنظماتها المختلفة إلى تعبئة المنظمات الحقوقية والانسانية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني اللبناني والعمل مع أصدقاء الشعب السوري في لبنان على نزع فتيل الموجة العنصرية السوداء.
العنصرية وسياسات النبذ والعزل والتهميش والاستبعاد لضحاياه هي أثمن هدية يقدمها المتطرفون في أي مكان للارهاب الداعشي، وأنجع خطة لنقله إلى لبنان وتعميم نموذجه الداعشي في عموم المنطقة.