تعليق على خطاب حالة الأمة لأوباما

:: face book

 للمرة الثانية هذا الأسبوع يتحفنا الرئيس الأمريكي أوباما بالحديث عن سورية خلال خطابه السنوي عن حالة الأمة، حيث كرر للمرة الألف شجبه لما يقوم به بشار الأسد قاتل شعبه، ودعم الولايات المتحدة للمعارضة، في الوقت الذي قال فيه صراحة في خطابات سابقة انه لن يلغ الحظر عن تصدير السلاح للجيش الحر لأسباب متعددة منها عدم تهديد أمن إسرائيل.
لن يستطيع أوبام، بالكلمات وحدها،ا أن يبرء نفسه وبلده من تهمة التواطؤ مع النظام ولو كان من باب التواطؤ مع إسرائيل؟ وقد فهم الأسد موقف أوباما هذا من وقت طويل، ولو لا معرفته به لما تجرأ على الدخول في حرب علنية ضد وطنه، حولها اليوم إلى حرب أهلية من جانب واحد يقوم بها النظام ضد شعب لم يفكر إلا باستعادة حقوقه الطبيعية في العيش بكرامة وحرية. والحديث الدائم عن أن الولايات المتحدة ستظل تضغط على الأسد في الوقت الذي تحرم فيه المعارضة من وسائل مواجهة هذه الحرب أصبح يثير السخرية، ويهدد مصداقية واشنطن أكثر من خسارتها لحروبها في أفغانستان وغيرها. وقريبا سيصدق عليها قول جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع
أود ان أذكر الدول الغربية، أن الجبن والتخاذل الذين أظهروهما، وهم أصحاب الصولة والجولة في هذا العصر، تجاه مشاريع النازية هما الذين كانا وراء خلق هنلر وإقناعه بأنه قادر على اجتياح أي دولة أوروبية من دون عقاب، وهذا الجبن التاريخي نفسه هو الذي أدخل في ذهن الأسد أنه يستطيع أن يستخدم ضد شعبه كل الأسلحة ويصبح جزار العصر بامتياز من دون أن يطاله أي عقاب. افضل للرئيس الأمريكي أن يكف عن إثارة موضوع سورية إذا كان ذلك لترديد إنه لن يتدخل ولن يرفع الحظر عن السلاح، لان ذلك يشجع على قتلنا ويعطي للظغاة الأمل بأنه لا شيء يردعهم عن الاستمرار في جرائمهم الشنيعة. واليوم ترتكب قوات الأسد وشبيحته في حمص فظائع لا يتحملها إنسان صاحب ضمير من أجل إرهاب الأهالي وإجبارهم على ترك منازلهم وأحيائهم والسيطرة عليها من قبل شبيحة النظام.
تبا لإدارة يشجع ضعفها القتلة على الاستمرار في القتل وتبرر بمخاوفها على أمن إسرائيل ترك شعب يذبح بأيدي حفنة من المجرمين الساديين، بينما يردد رؤساؤها، نهار مساء، التزام بلادهم الأقوى في العالم بحماية الديمقراطية وحقوق الانسان،
شعب سورية العظيم لم ينتظر أوباما لإعلان ثورته على الظلم والطغيان وسياسة الحقد الأعمى والانتقام لبغيض، وهو مستمر في طريقه لسحق نظام القتلة وإخراجه من كل شبر من أرض سورية المقدسة، ببطولة أبنائه وإبداعهم وتصميمهم على النصر.
إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير