المواجهة العربية الأمريكية مرشحة للصعود إلى الذروة

:: face book

 

كل يوم تثبت الأحداث أكثر من الأيام السابقة أن الحرب التي اعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الارهاب تختلط, لدى قطاعات متوسعة من الرأي العام الغربي, بالحرب ضد الاسلام وتندرج أيضا بصورة أوضح في ما أصبح يشكل المذهب الاستراتيجي الامريكي الجديد للحرب الاستباقية. وما صدر ويصدر يوميا على ألسنة بعض رجال الدين الغربيين, وهو يشبه إلى حد كبير ما يصدر عن العديد من رجال الدين اليهود المتطرفين أيضا، من أفكار وتصورات سلبية عن الاسلام يعكس هذا التوجه العام وينقل المواجهة من الميدان العسكري والسياسي الذي تركزت عليه في السنتين الماضيتين إلى الميدان العقائدي الخطير والمعرض للالتهاب.

 

وبعيدا عن أن يعكس حتمية من أي نوع كانت، حضارية أو عقائدية أو اجتماعية, يشكل هذا التطور في المواجهة العربية الأمريكية تعبيرا مباشرا عن نجاح الولايات المتحدة في تحويل الاسلام إلى بعبع عالمي بديل عن البعبع الشيوعي القديم الذي انهى حياته زوال الحرب الباردة. وهو بعبع تريد له أن يقض مضاجع الشعوب والمجتمعات المتحضرة ويؤلف الهاجس الأول للدول والمحور الرئيسي لإعادة بناء الاستراتيجيات الغربية للعقود القليلة القادمة.

 

وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف وتبرير الحرب الشاملة المعلنة على الاسلام والمسلمين لا تكف الإدارة الأمريكية عن استخدام العمليات الجنونية الاستعراضية لبعض الفرق المتطرفة التي تسم نفسها بالاسلامية. والسؤال هل يقبل العالم العربي والاسلامي أن يبقى مكتوف الأيدي في مثل هذه المواجهة التي ستقرر مصيره في العقود الطويلة القادمة وموقعه الاستراتيجي والأخلاقي العالمي بانتظار أن تحسم المعركة بين الولايات الامريكية والجماعات الارهابية السرية التي أعلنت نفسها قيادة للكفاح العربي والاسلامي وهل يمكن أن يبقى هذا الكفاح أسير الأفكار والطرق والأهداف الشخصية أو الحركية لفرق تهيم في عالم من صنع مخيلتها وحدها وليس لها أي ارتباط بمجتمعاتها ومشاكلها الحقيقية؟