الثورة والخوف من التغيير

:: موقع د.برهان غليون

 

يعتقد جميع الحاكمين، مهما كانت عقيدتهم وجنسهم وطبقتهم، أنهم مختلفون عن غيرهم، وأن الثورة لن تطرق بابهم لصلاح حكمهم أو حجم ثرواتهم أو قوة أجهزتهم الأمنية. وهكذا يقعون في الفخ. وعندما يجدون نفسهم فيه يتملكهم الرعب والجنون.

.لا احد في زمننا في مأمن من العواصف العاتية
.ولا شفاء للخوف من التغيير الا بتبني الإصلاح
الخوف من التغيير شرعي وعادي، لكن الحل ليس في الرفض والسعي لغصب الواقع وتجميده ومقاومة حركة التاريخ. إنه يكمن بالعكس في استباقها والقيام بالاصلاحات التي تعيد للمجتمع التوازنات التي اختلت خلال السنوات أو العقود الماضية، والتي هي اختلالات حتمية، يدفع إليها التطور الطبيعي مهما كانت انماط النظم لكن بشكل أكبر عندما تكون مغلقة وجائرة، اختلالات بين الطبقات وبين المناطق وبين القطاعات تنعكس مباشرة على توزيع الثروة والنفوذ على الأفراد وتركيزهما لدى البعض وحرمان الآخرين أو الاجحاف بحقهم.
.قبول مبدأ الاصلاح صعب لأنه يعني تخلي الطبقات المستفيدة طوعيا عن بعض امتيازاتها ومصالحها المكرسة
لكن هذا هو الثمن الوحيد لتجنب الانفجار وما يمكن أن يرافقه من سفك دماء ودمار قد يودي بالشعب والبلاد، كما حصل في سورية
وهو ايضا الوسيلة الوحيدة لاستعادة ميزان العدالة 
اي للتوافق مع قواعد السياسة والحق والاخلاق 
وهذا يعني قبول الشراكة بدل الاحتكار.
هكذا تقاد المجتمعات.