مقابلة ضفة ثالثة: العرب واسرائيل والغرب
2024-01-07 :: ضفة ثالثة
لم ينتظر المفكر برهان غليون إصرار إسرائيل على حرق غزة ليؤكد أنها تتصرف بالوكالة عن غرب غرسها في أرض فلسطينية بشكل مدروس، لكي تضمن مصالحه السياسية والإقتصادية الإستعمارية على حساب دول عربية لم يسمح لها بامتلاك قدرات زوّد بها إسرائيل لتضمن تفوّقها الأوروبي الصنع. في كتابه الجديد "سؤال المصير: قرنان من صراع العرب من أجل السيادة والحرية" الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ردّ غليون على سؤال: "لماذا تخلف العرب وتقدم الأوروبيون؟"، مفندًا طرح الحداثيين الذين جعلوا من الإسلام والتراث والقيم سببًا في تخلف العرب والمسلمين. لتوضيح مقاصده العامة، والخاصة المتعلقة بإسرائيل الماضية في مشروعها الإستعماري في غزة الشهيدة، والمغدورة بدعم من غرب أطاح بكل الذين حاولوا الوقوف في وجهه دعمًا لربيبته المدللة، وبتواطؤ مثقفين مستلبين، التقينا غليون في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. حاورنا غليون، بعد أن ألقى مداخلة أمام جمهور عربي جاء بقوة لافتة للاستفادة من فكر رجل متميز. في حديثه هنا برهن غليون على اختراقه الأفكار المتداولة في أوساط تتقاسمه التوجه، لكن باسم علمانية رثة ومعطوبة، على حد تعبيره، وبمنطلقات خاطئة وفظيعة أوصلتها إلى نتائج أفظع أبعدتها عن التحليل العقلاني رغم حملها لواء العقل. باستضافته غليون، يكون المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات من الذين يغيّرون المشهد الثقافي العربي في باريس بمواعيد فكرية جديدة وجادة تصب في صلب إشكالات الراهن المتعدد الأوجه، وذلك تحت إشراف الأستاذ سلام الكواكبي. (*) جاء صدور كتابكم الجديد في ظرف يضفي عليه أهمية غير مسبوقة في مسار كتبكم السابقة. أقصد بالظرف حرق غزة، وتعرض مدنييها العزل إلى الإبادة بدعم من غرب قلتم عنه في مبحث: "لا تزال إسرائيل أحد أبرز عوامل القضاء على ...