مصر أكبر من أن تطعن السوريين في الظهر

2016-02-15:: face book

 

في تصريح طال انتظاره لمعرفة موقف مصر ودورها في الصراع الدموي الدائر حول سورية، ومن ورائها السيطرة على المشرق بأكمله، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن الحل العسكري في سورية أثبت خلال السنوات الماضية عدم جدواه، وأن الحلول السلمية هي المثلى.
لا يختلف اثنان على هذا الكلام الجميل الذي تكرره الدول والاحزاب والشخصيات منذ خمس سنوات، وصيغت في سبيل تجسيده أكثر من مبادرة مع بقاء العملية السياسية معطلة. وأكثر من مرة ألقى مبعوثو الامم المتحدة للسلام المسؤولية على نظام الأسد في تعطيل المفاوضات وآخرها تصريح دي ميستورا نفسه بعد إفشال محادثات جنيف٣.
وكان الأحرى بالوزير المصري الذي يعبر عن موقف دولة يكن لها العرب جميعا كل الاحترام ويراهنون عليها كأكبر قوة عربية في حماية أمنهم وصد الغزوات الخارجية عنهم أن يوجه مثل هذا الكلام إلى النظام السوري وطهران وموسكو الذين لا يزالون يراهنون بشكل مكشوف على سحق المعارضة وإخراجها من الصراع، أي على الحسم العسكري الذي يقف شكري ضده، لا على المعارضة التي تطالب بوضع حد للحرب التي يشنها النظام مع حماته الأجانب للاحتفاظ بالحكم وردع الشعب السوري عن المطالبة بحقوقه.


في هذا الظرف بالذات، حيث تهدد موسكو وطهران بالقضاء على المعارضة وتزج العاصمتان بكل قواهما إلى جانب نظام دمر بلده وشرد شعبه للبقاء أشهرا إضافية في السلطة، ليس لكلام وزير الشقيقة مصر سوى معنى واحد: تشجيع الروس على الاستمرار في القتل ومباركة حملتهم الصليبية على السوريين والتنصل بالمناسبة من مسؤوليات مصر القومية والانسانية في الوقت نفسه والوقوف مع المعتدين على بلد كان دائما الظهير للشعب المصري في كل مواجهاته التاريخية.
بمثل هذه السياسة لا يمكن بناء عالم عربي متعاون ومتضامن ولا بناء أمن عربي. وبتخلي الدول الاكبر في المنطقة عن مسؤولياتها والتزاماتها، لا يمكن أيضا بناء أي نظام للأمن الإقليمي.


سامح شكري لا يساهم بتصريحاته هذه في إطفاء حرائق الحرب المتمددة ولكنه بالعكس يصب الزيت على النار بمقدار ما يشجع المعتدي على الاستمرار في اعتدائه. مصر تستحق دورا أفضل من هذا ويستحق شعبها احتراما أكبر لمشاعره وعواطفه ومصالحه الحقيقية من قبل حاكميه.