لم تعد هناك سلطة كي نتنازع على تقاسمها

2018-03-02:: موقع د.برهان غليون

منذ زمن طويل، لم تعد التسوية السياسية، وما سمي الانتقال السياسي، مسألة سياسية أولاً أو بشكل رئيسي، تُعنى بتقاسم السلطة بين نظام ومعارضة، فلم تعد هناك سلطة أصلاً، وإنما نظام احتلال ومعارضات منقسمة ومتنازعة، ولا مجال لأي تقاسم أو اقتسام. إنما هي ضرورية كي تؤسس لمنظومة سلطة جديدة، متفاهم عليها، وترسم قواعد انتقال يحد من مخاطر تعميم المواجهات وانفلات الوحشيات، وتعميم سياسات القتل والانتقام. بمعنى آخر، أصبحت التسوية أو الحل السياسي المتفاوض عليه، الوسيلة الوحيدة لمنع المليشيات العاملة باسم النظام من الاعتقاد بالانتصار، وبحقها، لقاء ذلك، في امتلاك البلاد والتصرف بها كملكية خاصة، وقتل كل من وقف في وجهها أو عارضها، أو شارك من قريب أو من بعيد في الاحتجاج على أعمالها وانتهاكاتها، كما حصل في العراق، ولا يزال يحصل، وفي سورية أيضاً.