قمة هلسنكي: صفقة العهر

2018-07-18:: موقع د.برهان غليون

 آظهرت الضجة التي أثارتها قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب سخط الطبقة السياسية الأمريكية وأحيت الأمل لدى الطغمة الحاكمة الروسية باقتراب الفرج وفك العزلة التي وضعتها فيها العقوبات الدولية بعد ضمها القرم والعبث باستقلال اوكرانيا واستخدام السلاح الكيميائي. لكن كما لم يجد فيها الامريكيون اي فائدة، من اي نوع للولايات المتحدة، لا لا ينبغي للنظام الروسي ان يتوقع رفعا سريعا للعقوبات القاسية والمهينية ما دامت الادارة الامريكية غير راضية عما يجري.

 لم يكن السعي الى تحسين فرص السلام أو حل النزاعات الدموية المستمرة في العالم ولا حتى اتحقيق مصالح استراتيجية للولايات المتحدة وروسيا الاتحادية هما الدافع الى جمع الرئيسين في هذه القمة غير المنتظرة ولكن تجردهما المتبادل عن اي معايير وقيم ومباديء والتزامات دولية،  ونزوعهما المشترك إلى إخضاع الدولة في بلديهما لخدمة مصالحهما الخاصة، السياسية والدعائية والمالية، في قمة تقع خارج منطق السياسة والاستراتيجية والمسؤولية الاخلاقية الدولية.

 في مثل هذه الحال لا ينبغي أن يكون لدينا أدنى وهم في أن أي واحد منهما على استعداد لعقد أكثر الصفقات فسادا بما في ذلك على حساب اصدقائهما فما بالك بالقضية السورية التي لم يكف ترامب عن تكرار وعده بتركها لبوتين مقابل تحجيم النفوذ الايراني وتطمين اسرائيل.

هذه هي المرة الأولى التي يبدو فيها تفاهم القوتين الكبريين أكثر خطرا على حلفائهما والعالم من تنازعهما.