طبول الحرب الادلبية تفتح شهية الارهاب

2018-08-26:: موقع د.برهان غليون

فتحت طبول الحرب التي تهب على إدلب شهية المنظمات المتطرفة الجهادية التي لا يزال الروس والامريكيون يؤكدون القضاء عليها او على الجزء الأكبر منها. وها هم قادتها الثلاث، الجولاني والبغدادي والظواهري، يطلون على جمهورهم، في الوقت نفسه تقريبا، ليهددوا ويتوعدوا، ويتهيئوا للاستحواز من جديد على رصيد الثورة الشعبية ويدعون الحلول محلها في العمل ضد نظام الأسد الذي تحول بالفعل إلى عدو السوريين الأول وعدو الانسانية. 

،يريد الايرانيون والاسديون بأي ثمن امتحان سلاحهم في سكان ادلب، ليمددوا أمد الحرب ويكرسوا، كما يعتقدون، انتصارهم النهائي، تماما كما يريده قادة هذه المنظمات التي تعتقد أيضا أنها اصحبت قادرة على الانفراد بقرار الحرب والسلم بعد ان استسلمت العديد من جبهات وفصائل المعارضة.  وهي لا تخشى أن تتهم بانها تقوم بتقديم الذريعة المطلوبة لتأليب الرأي العام العربي والعالمي ضد الثورة الشعبية السورية، وزرع الخوف من جديد في الدول الكبرى من أي تغيير ديمقراطي في الشرق الأوسط وتخليد الحروب الداخلية التي تمزقه. بالعكس هذا ما تنشده. وهي لا تخاف من ان تستدعي بإعلانها عن اطلاق نشاطاتها من جديد بقوة أكبر التدخلات والحروب الخارجية التي تتخذ من الحرب ضد الارهاب وسيلتها لإجهاض أي حركة تغيير شعبية، فهذا ما تسعى إليه هذه المنظمات وتعتبره معيار نجاح تدخلها نفسه. فهي تبحث عن الحرب والصدام مع القوى الاخرى، المحلية والعالمية، ولا ترى لوجودها معنى من دونهما.

لكن إذا كانت الضربات القوية التي تلقتها في السنوات الخمس الماضية لم تفت في عزيمتها فذلك لسبب أساسي واحد، هي معاينتها فشل القوتين الرئيسيتين، اللتين تدعيان إرادة استئصالها، في التفاهم أو التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية ويخرج البلاد من المحنة التي أدخلها فيها تنازع الدول الاقليمية والكبرى على تقاسم النفوذ والسيطرة.  وليس هناك اليوم اكثر تعبيرا عن هذا الفشل من الوضع المتفجر في إدلب حيث تجمعت وتكثفت خيوط الازمة جميعها، المحلية والدولية، وحيث يظهر بوضوح ان اي طرف لم ينجح في تحقيق مصالحه ولا التوصل إلى حل ينهي المواجهة، وحيث تزداد المسألة تعقيدا واستعصاءا على الحل. 

إدلب في محنتها وازمتها الراهنة هي عنوان فشل الروس والامريكيين، والايرانيين والترك، والسوريين أيضا بكل طوائفهم وتشكيلاتهم في تحقيق أهدافهم الخاصة او التفاهم على تسوية توفر عليهم وعلى السوريين استمرار المواجهة.

 إدلب هي التجسيد الحي لاستمرار الأزمة والحرب، الضرع المرضع للارهاب