سورية التي تولد من جديد

2012-11-26:: face book

 

 انهى اليوم مؤتمر التحالف الوطني الديمقراطي السوري، الذي جمع أطرافا عديدة من أطياف المعارضة السورية الوليدة، اعماله في القاهرة باصدار بيان يؤكد فيه تمسكه بأهداف الثورة السورية في الديمقراطية والدولة المدنية التعددية ووحدة الوطن والشعب والمساواة التامة بين الجميع. وبصرف النظر عن اي شيء، يعكس نجاح هذا المؤتمر وفكرة التجمع والتكتل التي اكدها، بعد الاعلان عن الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحادي عشر من هذا الشهر، التطور الكبير الذي شهده مناخ المعارضة السياسية السورية والنزعة المتزايدة نحو تجاوز التشتت والتنابذ والمنافسة السلبية التي ميزت فترة طويلة من عمر المعارضة التي نشأت في إثر ثورة الكرامة والحرية, وهي الثورة التي خاضها الشعب وقادها ولا يزال يقودها تقريبا من دون قيادة سياسية تذكر.

أن ماحصل وسيحصل في المستقبل القريب يؤكد أمرين. الأول انبعاث الحياة السياسية السورية وتطورها بعد حقبة طويلة من الهجوع المميت، تحت كابوس القمع والاعتقال والتنكيل الرهيب بكل صاحب رأي أو موقف مختلف، والثاني نضوج المعارضين انفسهم ونجاحهم المضطرد في التغلب على نزاعاتهم ومنافساتهم السلبية في اتجاه توضيح الرؤى وتوحيد الجهود. وكل هذا من علامات تقدم الثورة ونجاحاتها. فمع اقتراب ساعة الحسم، بعد عشرين شهرا من الكفاح المرير السلمي والمسلح معا، تزداد الثقة بالنفس، وبأن أمل النظام في البقاء، رغم كل ما يقوم به من أعمال همجية، اصبح أقل من أمل إبليس بالجنة كما نقول. كما يزيد إدراك الجميع خطورة اللحظة، لحظة السقوط المنتظر، وعظم المسؤوليات التي تقع على كاهل السوريين، والمعارضين منهم بشكل خاص. والشعور بالمسؤولية هو من علامات هذا النضج كما هو في أساس الشعور بضرورة تجاوز الخلافات والاختلافات والمصالح الصغيرة والعمل يدا بيد من أجل بناء سورية الجديدة بلدا للحرية, وهي منذورة لأن تكون بالفعل بلد الحرية بامتياز، بعد ما قدمه الشعب السوري من تضحيات لم يسبق لها مثيل في اي ثورة للحرية ولدت في العصر الحديث.

تحية للتحالف الجديد على الأمل الذي بثه فينا وللمعارضة السورية التي تجهد للارتقاء بنفسها إلى مستوى تحديات اللحظة التاريخية. تحية للثوار الذين هم اصحاب الفضل الأولـ، وعلى رأسهم الشهداء الأبطال ـ في تجدد بلدنا سورية وانتزاع روحها الأبية من براثن العبودية والبؤس والذل المديد الذي أدانها به نظام كان صنو الموت كما هو اليوم صنو القتل والذبح والدمار العميم.