درعا من ثورة الكرامة إلى معركة الشرف

2018-07-05:: موقع د.برهان غليون

درعا مهد ثورة الحرية والكرامة هي اليوم مسرح مأساة دموية جديدة من المآسي السورية التي لا تنتهي. لكنها مأساة استثنائية، لان دور درعا في الثورة كان استثنائيا أيضا. يريد نظام الانتداب الروسي الذي يستخدم الأسد قناعا وقائدا لمرتزقة محلية تعمل لمصلحته ان ينصب للثورة مقصلة في المدينة ذاتها التي أطلقتها. وينبغي ان يخسأ.
تعطيل روسيا للمرة الثالثة عشر قرارا في مجلس الأمن اليوم يدعو لوقف سفك الدماء والتفاوض بشكل جدي لايجاد تسوية تضمن حياة الأهالي وحقوقهم وتعيد مؤسسات الدولة للمنطقة هو فصل جديد آخر من فصول النفاق الدولي الذي يتكرر أمام السوريين منذ سبع سنوات. لو كنت مصابا بالفصام أو جنون العظمة لقلت إنها مؤامرة محبوكة ومتفق عليها ل "تنحيف" سورية حتى تفقد نصف سكانها ويعم الخراب والدمار فيها كما لم يحصل لبلد من قبل وتعود 50 عاما إلى الوراء، كما حصل مع العراق، من ضمن مشاريع ومناورات إعادة رسم جيوسياسة المنطقة بما يمنعها الخروج عن الطريق المرسوم لها منذ عفود، بحيث لا تشب عن الطوق، وتبقى حقل صيد للجميع.
لكن، هذا بالتأكيد جوهر استراتيجية اسرائيل ومضمون وعد الأسد المرتبط به لضمان البقاء المتبادل: بقاء الاستيطان الزاحف في فلسطين والجولان، والاحتلال الداخلي الدائم في سورية باسم النظام. وقد يكون جوابا على النزعة الصليبية التي تحكم الكنيسة الروسية التي يعتمد بوتين بقوة على دعمها وتأييدها ومباركتها قراراته وحكمه، إنما لا أرى للغرب، واوربا خصوصا، مصلحة كبيرة في مسخ سورية. يتعلق الأمر هنا في نظري بصورة أكبر بالنذالة فحسب.
نقول لأخوتنا في درعا من المدنيين والعسكريين: كل الخيارات صعبة لكن اقساها التسليم بصدق نوايا الروس الذين قادوا ونفذوا حلم الأسد بحرق سورية وتهجير شعبها لإرجاعها إلى أقل من ظلها وتمكين حارس من حراس اسرائيل الليليين من حكمها.
شعار يا درعا ويا مدن حوارن وقراها نحن معاكم للموت قاس جدا في هذه الظروف. لكننا بالتأكيد معكم في ما تختارون وما يساعدكم على الحياة والاستمرار في مقارعة الطغيان والاحتلال والغدر. والتاريخ لم ينته ولن ينتهي بيوم وليلة، والزمن مستمر وطويل.
سنقول لكم يا كل قرى حوران ومدنها عشتم وعاشت سورية حرة ويسقط بشار الأسد
وهو لا محالة ساقط في الواقع بعد أن سقط في كل المعايير والحسابات
وأنتم وسورية الحرة هم المنتصرون