تعليق المفاوضات وحده لا يكفي

2016-04-22:: face book

 

اقتراحي أن تخرج المعارضة من مكاتبها نحو العالم
بدل عودة وفد التفاوض المعارض كل إلى بلده بعد تعليق المفاوضات، بانتظار أن يستجيب الأسد للمطالب المحقة بوقف العمل بسلاح الدمار الشامل الانساني، من اعتقال وتعذيب وحصار وتجويع وقتل بالجملة بالقصف العشوائي والتهجير القسري، وهذا كأمل ابليس بالجنة، أريد أن أقترح على الوفد نفسه ومن يريد الالتحاق به من أعضاء الهيئة أو المعارضة القيام بجولة على الجاليات السورية في الدول الرئيسية التي تضمها، والعمل على تعبئتها لحماية أهداف الثورة وكذلك تعبئة الرأي العام العالمي أيضا ضد سياسة إعادة تأهيل الديكتاتورية، بدءا بواشنطن وموسكو ولندن وباريس وروما وغيرها من العواصم الرئيسية. وهذا هو النشاط الوحيد الذي يمكننا من خلاله أن نشدد الضغط على العواصم المتخاذلة والمسترخية التي تكاد تتخلى نهائيا عن التزاماتها الدولية.


تعبئة السوريين، خاصة المقيمين في أوروبا وأمريكا، هو الوسيلة الوحيدة التي تملكها المعارضة اليوم للضغط على الدول الفاعلة من خلال الضغط على رأيها العام. أما الرهان على استجابة الأسد لمطالب إنسانية، أو على مقدرة دي ميستورا على الضغط على الأسد، فهو رهان خاسر. فطالما لا يزال مصرا على البقاء في السلطة، لن يتخلى الأسد، مهما حصل، عن استخدام المأساة الانسانية كسلاح في حربه ضد الشعب السوري الذي ينظر إليه بمثابة عدوه الحقيقي، وهذه هي الحقيقة. ولا ينبغي أن نحلم أن يتخلى نظام الأسد بنفسه عن سلاح يعرف أنه السلاح الأمضى في يده بمقدار ما يشكل استمرار المجازر والموت الجماعي المبرمج وسيلة للضغط المزدوج على الشعب والمجتمع الدولي في الوقت نفسه. فالأسد يدرك أكثر من أي فرد آخر أن مصدر قوته الوحيد إزاء الغرب والعالم ليس مشاركته في الحرب ضد الارهاب وقد تفكك جيشه تماما، ولا قبوله بقرارات الأمم المتحدة وتطبيق قرارات مجلس الامن، ولا تبنيه سلوكا ايجابيا في مفاوضات جنيف، وإنما تطرفه في تحدي الضمير الانساني بالذات وابتزازه العالم جميعا بعدم تردده في ارتكاب أشنع المجازر والجرائم، واستهتاره بجميع ما تنشره المنظمات الانسانية من تقارير مادام مطمئنا إلى وجود من يحول دونه والعقاب الذي يستحقه. وليس لدينا وسيلة أخرى لتحريك الدبلوماسية الدولية المتخاذلة والمستعدة للتكويع تحت تهديد الأسد بارتكاب المزيد من المجازر ونشر العنف وتعميمه في كل مكان، أي أمام سلاح الارهاب الأسدي، سوى في استعادة العلاقة مع الرأي العام العالمي وتعبئته بالاعتماد على تعبئة الجاليات السورية المقيمة في الخارج وتفعيلها.


وأعتقد أن هذا هو الوقت لتشكيل وفود صغيرة من المثقفين والسياسيين والمقاتلين الديمقراطيين تجوب العالم للتحدث مع السوريين أولا ثم مع قطاعات الرأي العام العالمي المختلفة، لشرح قضية السوريين واهدافهم، ولإعادة صورة الثورة إلى أصلها، والتذكير بمبادئها، وقطع الطريق على أي حل يفرض على السوريين ضد إرادتهم ويقوم على تقاسم المصالح ومناطق النفوذ بوجود الأسد أو من دونه.