هل غيرت تركيا من خياراتها السورية؟

2016-08-13:: face book

 

حدثان كبيران يفسران التغييرات الاخيرة في السياسة التركية الخارجية ويوجهانها.

الاول الانقلاب الفاشل للعسكريين في انقرة. والثاني هو مأثرة المعارضة السورية العسكرية في معركة فك الحصار عن حلب. الاول جاء ليحرر تركيا من تبعيتها في الدفاع عن مصالحها الوطنية للغرب بعد ان حطم تخاذل الأخير ثقتها بصدقية التحالف الغربي وخيبة أملها بسياسة واشنطن. والثاني لانه قبل ان يفك الحصار عن خلب ساهم بشكل حاسم وربما اكبر في فك الحصار المضروب على تركيا، بعد ان كاد التفاهم الروسي الامريكي ان يخرجها تماما من الصراع وينقل المعركة الى داخل حدودها.
هذا يضمن ان لا تتخلى تركيا عن المعارضة السورية التي تقوم مقام السيف الذي تراهن عليه لتعزيز موقفها، لكنه لا يضمن ان تأتي التسوية كما تريدها المعارضة والشعب السوري ولا كتسوية سورية سورية. لن تعترف الدول لتركيا بمصالحها في سورية وهي مصالح استراتيجية واقتصادية هائلة ما لم تحصل هي ايضا على بعض مصالحها.
ستبقى لروسيا حصة الأسد بوصفها قوة الانتداب الرئيسية على سورية لسنوات وربما لعقود. وقد آمنت لنفسها منذ الان القواعد العسكرية الضرورية لذلك.
ايران هي الوحيدة التي لاتزال عاجزة عن تاكيد مصالحها والسبب الرئيسي انها هي نفسها لا تعرف ما تريد او ان ما تريده يتعارض مع مصالح جميع الدول الإقليمية الاخرى وقبل ذلك مع وجود الشعب السوري نفسه ووحدته.


هدر المعارضة جهدها في الصراعات الداخلية بدل التنظيم والتحشيد ودفع الاعتداءات، ورهان معظم اطرافها على طيب نوايا الدول العربية وغير العربية الصديقة، وإضاعتها منظورها الوطني الواحد والجامع، كل ذلك جعل منها قوة ثانوية تابعة وحرم السوريين من ممثل مستقل وقوي ومعترف به دوليا، قادر بما يتمتع به من مصداقية ومواقع استراتيجية على تمثيل مصالح سورية والسوريين الوطنية والدفاع عنها. هذا هو التحدي الذي يوجهه جميع المتنافسين على جلد سورية وأشلائها لنا نحن السوريين. هل لايزال لدينا القدرة على رد التحدي والتقدم امام الحميع باجندة وشعارات واحدة وواضحة؟