هؤلاء هم قتلة الثورة السورية

2016-07-21:: face book

 

 

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صور الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها مجموعة من حركة نور الدين الزنكي بحق طفل قيل أنه كان مشاركا في القتال لصالح النظام. وقد أكدت حادث الاغتيال البشع الحركة نفسها التي تبرأت منه واعتبرته مجرد خطأ فردي.
قبل أن تكون جريمة بحق نفس بشرية بريئة، تشكل هذه العملية التي حرص أصحابها على تصويرها وتعميم نشرها، جريمة بحق الاسلام الذي تسعى قوى عديدة لوسمه بالتعصب والوحشية، وجريمة بحق مئات آلاف الشهداء السوريين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الخلاص من حكم الجريمة والفساد والاستبداد، وجريمة أكبر بحق الثورة التي رفعت راية الكرامة والحرية والانتقال نحو نظام سياسي قائم على العدالة والمساواة وحكم القانون واحترام حقوق الانسان وأولها وأعظمها حق الحياة، وجريمة بحق الإنسانية وكرامتها وقدسية النفس البشرية.


هؤلاء الذين قاموا بمثل هذا العمل ليسوا مجرد مخطئين. إنهم قتلة همجيين ولا يستحقون اسم الثوار ولا المعارضين. وقد لوثوا بعملهم الكارثي سمعة الحركة التي ينتمون إليها والتي قدمت مئات الشهداء للدفاع عن حقوق السوريين، ووجهوا طعنة قاتلة لصورة الثورة السورية، وقدموا أفضل ذريعة لتبرير تخلي المجتمع الدولي عنها، وترك الشعب السوري لمصيره أمام آلة الحرب والعدوان البربرية للنظام الاستبدادي.


خسرت الثورة السورية المعركة الإعلامية في ٢٠١٣ عندما قدم المدعو أبو صقار للعالم فيديو شق صدر الجندي السوري ليأكل قلبه، تعبيرا عن روح الحقد والانتقام. وتغيرت بسبب هذه الجريمة نظرة المجتمع الدولي إلى القضية السورية وغابت أو غيبت صورتها الباهرة التي صنعها مئات آلاف الشبان بتظاهراتهم السلمية وتلقيهم الرصاص بصدورهم العارية. والآن تقدم هذه العملية البربرية هدية لا تقدر بثمن لؤلئك الذين يسعون إلى إخراج المعارضة السورية من المعادلة وتصفيتها لصالح الابقاء على نظام الاسد وإعادة تأهيله.


ستظل حركة نور الدين الزنكي متهمة بالتورط في أشنع جريمة ترتكب بحق الطفولة والانسان، وفاقدة لأي صدقية سياسية، ما لم تنزل القصاص العادل بهؤلاء القتلة الذين أساؤوا للمعارضة وللثورة وللشعب السوري وللاسلام وللانسانية معا.
هؤلاء هم قتلة ثورة الكرامة والحرية السورية