سورية التي تنزف دما وتشتعل بطولة وإباء

2018-02-20:: موقع د.برهان غليون

كل يوم يسقط عشرات الشهداء في مدن الغوطة الشرقية ومحافظة ادلب التي تواجه هجوما بكل الاسلحة بما فيها الكيميائية من قبل قوات المحور الروسي الايراني وتابعهما الأسد. تدور على هذه الجبهات القاسية معارك لم تعد تخضع لأي قانون، حتى قوانين الحرب واتفاقية جنيف المعتمدة في الحروب الدولية انهى محور الشر مفعولها كي لا يبقي في الاعتمادر سوى قانون الهمجية أي القتل بأي وسيلة، ومن دون تمييز.
حتى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان تعبت من التذكير بما يجري من تجاوز كل الحدود في انتهاك حقوق السوريين، عسكريين ومدنيين. وربما أصابها الاحباط من كثر ما اصدرت من وثائق تدين نظام الأسد وحلفائه من الميليشيات الأجنبية بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب غير مسبوقة.
أمام بربرية قوات المحور الروسي الايراني يبدو العالم وكأنه فقد خياراته، وقدم استقالته للسوريين وللرأي العالمي بأكمله. وتبعته الدبلوماسية الدولية التي تدور في حلقة مفرغة من اجتماع لاجتماع وجلسة مجلس امن لجلسة مجلس امن أخرى حتى أصبحت قرارات مجلس الامن واجتماعاته وقراراته تثير السخرية بعد أن كانت تهز اركان الدول والأطراف المتنازعة.
لكن، في ما وراء ذلك، الحقيقة الكبرى هي صمود المقاتلين السوريين الاسطوري امام قوى عاتية لا يردعها شيء والبسالة الاستثنائية التي يظهرونها في مواجهة خفافيش الظلام المدججين بكل أنواع السلاح.
هؤلاء هم من يمثل الروح السورية الأبية والذين يحملون راية السوريين أينما كانوا. هؤلاء هم أبطالنا وقدوتنا.
أنتم عزاء السوريين في محنتهم العظمى، وبطولاتكم مصدر فخر لهم، أينما كانوا ولأي فكر انتموا،
أنتم بناة حريتنا ومستقبلنا.
 
وأتمنى أن يصحو صوت الضمير لدى السوريين الصامتين
لكن قبل ذلك أن يتظاهر جميع محبي الحرية تأييدا لهؤلاء الأبطال وتعبيرا عن تقدير الشعب السوري كله لهم ولبطولاتهم