رجال دين في خدمة الفاشية وحرب التطهير المذهبية

2018-07-09:: موقع د.برهان غليون

  شارك بطاركة من سوريا ولبنان أمس في باري بجنوب ايطاليا، بدعوة من البابا فرنسيس في مؤتمر لتلميع نظام الأسد بذريعة دعوة الدول الى تقديم المساعدة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

ووصف رئيس أساقفة حلب للروم الكاثوليك جان كليمان جلنار النظام السوري، الذي قتل مئات الآلاف من السوريين، وعشرات الآلاف الذين قضوا منهم تحت التعذيب حتى الموت، والذي دمر بلادهم وقراهم، بأنه "يتميز بتفضيله العلمانية والتعددية والمساواة بين كل المواطنين" -هكذا؟-  وأن البديل الوحيد لنظام الأسد هو "نظام إسلامي متطرف" بالاضافة إلى "أن البلاد غير جاهزة بعد لتطبيق الديموقراطية على الطريقة الغربية".

أما بطريرك أنطاكية للسريان الأرثوذكس أغناطيوس أفرام الثاني، المقيم في دمشق، فاعتبر أن "الغرب ركز كثيراً على تغيير النظام، بينما خوفنا الأكبر هو باستبدال نظام علماني بحكومة إسلامية على الأرجح".

هؤلاء بطاركة الأسد وأساقفته ومن المستحيل أن يكون لهؤلاء علاقة بالسيد المسيح. إذا لم تطرح مليون ضحية على هؤلاء اي سؤال، وحفزتهم بالعكس على التعاطف مع الجلاد، الذي كان يكفي أن يقوم ببعض الاصلاحات لتجنب كارثة انسانية تفوق ما يمكن ان يحتمله ضمير انسان، واعتبروا الضحايا ثمنا بسيطا للحفاظ على النظام "العلماني" الذي تأسس على الطائفية، ويقاتل من أجل تحويل السنة إلى أقلية،  فبئس رجال الكنيسة هؤلاء، وبئس العلمانية التي تحولت إلى غطاء للطائفية والحرب التي خاضها نظام مارق ضد شعبه، بميليشيات طائفية اجنبية، وقتل فيها وهجر ملايين السوريين على سبيل التطهير المذهبي على أمل الاحتفاظ بالسلطة الأبدية.

لا يمكن للمرء ان يكون رجل دين ويتجرد من أي مشاعر إنسانية

وليس هناك إساءة لمكانة المسيحين وتقويض لدورهم في سورية والمشرق أكثر من الربط بين وجودهم في وطنهم والحفاظ على نظام الارهاب والعبودية والابادة الجماعية.