الحل السياسي للأزمة السورية مصلحة دولية

2017-01-22 :: قدس برس

قدس برس

 

وصف الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون الدكتور برهان غليون، مفاوضات "أستانة"، بأنها "إشارة لبداية مفاوضات جدية بعد ستة أعوام من اندلاع الثورة السورية، ومن المماطلة والتسويف".

ورأى غليون، في حديث مع "قدس برس"، اليوم الأحد، "أن التركيز على الحرب في سورية انتهى، وانتقلت المعركة إلى مستواها السياسي والديبلوماسي".

وقال: "هذا يفتح أملا بأننا بدأنا مفاوضات ستكون طويلة جدا من أجل التوصل إلى تسوية تحقق الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري".

لكن غليون أشار إلى أن "هناك مشاكل كبيرة على مستوى تصور سورية المستقبل، وأن الروس بدل أن يتبنوا مرجعية جينيف للانتقال الديمقراطي، يحاولون فرض شروط قريبة من شروط النظام وإيران".

لكنه أكد أن "التباين بين الروس والإيرانيين بالنسبة للمسألة السورية وللمصالح في المنطقة يخلق آمالا جديدة بامكانية التوصل إلى شيء ما لأجل سورية".

وأشار غليون إلى أن "ضعف المعارضة العسكري لا ينقص من قوة وصلابة قضية الشعب السوري"، التي قال بأنها "أكبر من بشار ومن روسيا وإيران، وتصل لحد القضية العالمية، على اعتبار علاقة مشكلة اللاجئين بالمجتمع الدولي".

وأضاف: "مصير الشعب السوري اليوم بكامله على المحك، فإما أن يأخذ حقه كاملا، وإما فإن الحرب ستستمر والإرهاب سيستمر، وهذا تحدي أمام المنظومة الدولية".

وحول الدور الأمريكي الممكن بالنسبة للأزمة السورية، قال غليون: "أحد العوامل الرئيسية في إشعال الحرب السورية وتمديد زمنها هو الأطماع الإيرانية المجنونة، فقد كانت طهران تخطط لأن تجعل من سورية معبرا لتمويل حزب الله بالاسلحة والذخيرة ومرفأ للنفوذ الإيراني، إذا أدت سياسة ترامب بدعم موقف موسكو ضد طهران، فإن ذلك سيشجع روسيا على التوصل إلى تسوية تحقق جزءا من مطامح الشعب السوري"، على حد تعبيره.  

هذا وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن مباحثات التسوية السورية في أستانا، التي تنطلق اليوم الأحد، ستجري على مدى يومين خلف أبواب مغلقة.

ويفتتح رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزرباييف اليوم الأحد المباحثات (السورية -السورية) في العاصمة الكازاخية، بحضور رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران ومندوب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

ومن المفترض، وفق تلفزيون "روسيا اليوم"، أن يقوم ممثل الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، بدور الوسيط بين وفدي المعارضة والحكومة.

وتهدف مباحثات أستانا إلى "تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار"، المعلن في سورية في 29 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

وتقول الجهات المنظمة لمفاوضات "أستانة" بين قادة المعارضة المسلحة والنظام في سورية، إنها لن تكون بديلا عن مسار جينيف، حيث من المتوقع أن تستضيف جينيف جولة جديدة من المفاوضات بين الأطرلااف السورية في 8 شباط (فبراير) المقبل.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، قد أعلنت أمس السبت، أنها لن ترسل وفداً للمشاركة في "مؤتمر أستانة" الخاص بالأزمة السورية، "بسبب انشغال الإدارة الجديدة للبلاد باتمام العملية الانتقالية للسلطة".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر: إن "حكومة الولايات المتحدة استلمت هذا الأسبوع دعوة من حكومة كازاخستان لحضور مباحثات أستانة التي تنعقد غدا الإثنين.

وتابع: "نرحب بدعوة كازخستان للمشاركة كدولة مراقبة، ولكن بالنظر لعملية تنصيب الرئيس (دونالد ترامب) والمتطلبات الفورية للتحول السياسي، فإن واشنطن لن تستطيع إرسال وفد إلى مؤتمر أستانة".

وكشف أن "السفير الأمريكي في كازاخستان، سيمثل واشنطن في المؤتمر".

وأكد تونر على أن بلاده "ملتزمة بالحل السياسي للأزمة السورية عبر عملية (مفاوضات) سورية، يمكن أن تحقق سورية موحدة وسلمية وأكثر تمثيلاً".

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في وقت سابق من كانون ثاني (يناير) الجاري، إنّ محادثات "أستانة"، ستبدأ في 23 كانون الثاني (يناير) الجاري، في حال التزمت الأطراف المتحاربة باتفاق وقف إطلاق النار.

واعتباراً من 30 كانون أول (ديسمبر) الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيّز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية، وبضمان البلدين.